اسم الکتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 245
هؤلاء ولا ذبائحهم، ويرون أن كفر هؤلاء أغلظ من كفر اليهود والنصارى، لأن أولئك عندهم كفار أصليون وهؤلاء مرتدون .. وهم كانوا من أعظم الأسباب في خروج جنكيز خان ملك الكفار إلى بلاد الإسلام، وفي قدوم هولاكو إلى بلاد العراق وفي أخذ حلب ونهب الصالحية وغير ذلك بخبثهم ومكرهم لما دخل فيهم من توزر منهم للمسلمين وغير من توزر منهم [1]، وقال: والرافضة تحب التتار ودولتهم لأنه يحصل لهم بها من العز مالا يحصل بدولة المسلمين، والرافضة هم معاونون للمشركين واليهود والنصارى على قتال المسلمين، وهم كانوا من أعظم الأسباب في دخول التتار قبل إسلامهم إلى أرض المشرق لخراسان والعراق والشام، وكانوا من أعظم الناس معاونة لهم على أخذهم لبلاد الإسلام وقتل المسلمين وسبي حريمهم، وقضية ابن العلقمي وأمثاله مع الخليفة وقضيتهم في حلب مع صاحب حلب مشهورة يعرفها عموم الناس .. وإذا غلب المسلمون النصارى والمشركين كان ذلك غصة عند الرافضة وإذا غلب المشركون والنصارى المسلمين كان ذلك عيداً ومسرة عند الرافضة [2].
وفي منهاج السنة قال ابن تيمية: وكثير منهم ـ يعني الرافضة ـ يواد الكفار من وسط قلبه أكثر من موادته للمسلمين، ولهذا لما خرج الترك الكفار من جهة المشرق وقتلوا المسلمين وسفكوا دماءهم ببلاد خراسان والعراق والشام والجزيرة وغيرها كانت الرافضة معاونة لهم على المسلمين، وكذلك الذين كانوا بالشام وحلب وغيرهما من الرافضة، كانوا من أشد الناس معاونة لهم على قتال المسلمين .. فهم دائماً يوالون الكفار من المشركين واليهود والنصارى ويعاونونهم على قتال المسلمين ومعاداتهم [3]، وقد ذكر المؤرخون أن الذي حمل ابن العلقمي على موقفه من التتار أن أبا بكر ابن الخليفة المستعصم والدويدار الصغير قد شدا على أيدي السنة حتى نهب الكرخ وتم على الشيعة بلاء عظيم، فحنق لذلك ابن العلقمي وأراد الثأر بسيف التتار من السنة [4]، وكاتب هولاكو وطمعه في العراق فجاء رسل هولاكو إلى بغداد، وفي الباطل معهم فرمانات لغير واحد والخليفة لا يدري ما يتم [5]، وقال ابن كثير: ولما كان في السنة الماضية (يعني سنة خمس وخمسين وستمائة) كان بين أهل السنة [1] الفتاوى (28 ـ 477، 478)، كيف دخل التتار صـ60. [2] الفتاوى (28 ـ 527، 528)، كيف دخل التتار صـ61. [3] منهاج السنة (2 ـ 104)، كيف دخل التتار صـ62. [4] سير أعلام النبلاء (23 ـ 362)، كيف دخل التتار صـ62. [5] سير أعلام النبلاء (23 ـ 180)، كيف دخل التتار صـ63.
اسم الکتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 245