اسم الکتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 244
آخر: انه كان وزير سوء على نفسه وعلى الخليفة وعلى المسلمين [1]، فلما تحقق لابن العلقمي ما أراد كاتب التتار وأطمعهم في أخذ البلاد وسهل عليهم ذلك، وحكى لهم حقيقة الحال، وكشف لهم ضعف الرجال [2]، وهكذا تبدو سياسة ابن العلقمي بعيدة الغور سيئة القصد ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله [3].
جـ ـ الغدر بالقضاة والفقهاء والخليفة: ولم تقف سياسة ابن العلقمي عند هذا الحد، فقد بادر بإتخاذ الخطوة العملية حين قدم التتار، وكان أول من برز إليهم، وخرج بأهله وأصحابه وخدمه وحشمه واجتمع بهولاكو ثم عاد فأشار إلى الخليفة بالخروج إليه والمثول بين يديه لتقع المصالحة على أن يكون نصف خراج العراق لهم ونصفه للخليفة، فخرج الخليفة في سبعمائة راكب من القضاة والفقهاء والصوفية ورؤساء الأمراء والدولة والأعيان، فلما اقتربوا من منزل هولاكو حجبوا عن الخليفة إلا سبعة عشر نفساً خلص بهم الخليفة، وأنزل الباقون عن مراكبهم ونهبت وقتلوا عن آخرهم، وأحضر الخليفة بين هولاكو فسأله عن أشياء كثيرة، ويقال إنه اضطرب في كلامه من هول ما رأى من الإهانات والجبروت، ثم أعيد إلى بغداد تحت الحوطة والمصادرة يحيط به الطوسي وابن العلقمي ـ الشيعيان ـ ونهب من دار الخلافة أشياء كثيرة من الذهب والحلي والأشياء النفسية، ثم أشار هؤلاء الرافضة على هولاكو بعدم مصالحة الخليفة، وقال الوزير: متى وقع الصلح على المناصفة لا يستمر هذا إلا عاماً أو عامين، ثم يعود الأمر إلى ما كان قبل ذلك، وحسنوا له قتله، ويقال إن الذي أشار بقتله الوزير ابن العلقمي ونصير الدين الطوسي، فلما عاد الخليفة إلى هولاكو أمر بقتله [4].
س ـ دوافع ابن العلقمي: والسؤال المهم: لماذا فعل ابن العلقمي ما فعل وأحل بدار الخلافة ما حل؟ فخلاصته خبث طوية الشيعة على أهل السنة بشكل عام، وتطرف معتقدهم فيهم، وعدم تحرجهم من التعاون مع الكفار على إبادة المسلمين السنة، يقول ابن تيمية: .. أنهم يكفرون كل من أعتقد في أبي بكر وعمر والمهاجرين والأنصار العدالة أو ترضى عنهم كما رضي الله عنهم، ويستحلون دماء من خرج عنهم، ويسمون مذهبهم مذهب الجمهور، ويرون في أهل الشام ومصر والحجاز والمغرب واليمن والعراق والجزيرة وسائر بلاد الإسلام أنه لا يحل نكاح [1] المصدر السابق نفسه (13/ 201)، المصدر نفسه صـ57. [2] المصدر السابق (13/ 192)، المصدر نفسه صـ57. [3] كيف دخل التتار صـ58. [4] سير أعمال النبلاء (23 ـ 183)، كيف دخل التتار صـ59.
اسم الکتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 244