responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أصول بلا أصول المؤلف : المقدم، محمد إسماعيل    الجزء : 1  صفحة : 153
وهناك كثير من العلماء الأجلاء الذين لهم باع طويل في خدمة كتاب اللَّه وسنَّةِ رسوله -صلى اللَّه عليه وسلم- ومع ذلك لم يسلموا من الزلل، والأمثلة على ذلك كثيرة في باب العقائد، وفي باب الفروع.
ج- المذهب الراجح في رؤية النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يقظة بعد موته في الدنيا:
قد تبيَّن لك أنه -صلى اللَّه عليه وسلم- لا يرى يقظة، ومن رأى ما يوهم ذلك فإنه من تلبيس الشيطان -لعنه اللَّه- ولا يرد عليه حديث: "فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَتَمَثَّلُ بِي".
فإن الشيطان كما أخبر -صلى اللَّه عليه وسلم- لا يتمثل به، لكن الشيطان يخبر قرينه بخبر كاذب؛ كما فعل ذلك مع الجيلاني [1].
وفي ذلك يقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه اللَّه-: (وقد ثبت في الصحيح عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه قال: "مَنْ رَآنِي في المَنَامِ فَقَدْ رَآنِي حَقًّا؛ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَتَمَثَّل في صُورَتِي" [2]. فهذا في رؤية المنام؛ لأن رؤية المنام تكون حقًّا، وتكون من الشيطان، فمنعه اللَّه أن يتمثل به في المنام، أما في اليقظة فلا يراه أحد بعينه في الدنيا) [3]. اهـ.
وقال شيخ الإسلام -أيضًا-: "وأما في اليقظة فمن ظن أن أحدًا من الموتى يجيء بنفسه للناس عِيانًا قبل يوم القيامة؛ فمِن جهله أُتي" [4].
وقال -رحمه اللَّه-: "وكل من قال: إنه رأى نبيًّا بعين رأسه، فما رأى إلا خيالًا" [5].

[1] انظر: "شرح المواهب اللدنية" للزرقاني (5/ 298)، وقد تقدم ذكر خبر الجيلاني ص (47)، (148).
[2] رواه البخاري (12/ 383 - فتح)، ومسلم (15/ 26 - شرح النووي)، وراجع التعليق عليه ص (244).
(3) "قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة" ص (29، 30).
(4) "مجموع الفتاوى" (13/ 94).
(5) "الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان" ص (138).
اسم الکتاب : أصول بلا أصول المؤلف : المقدم، محمد إسماعيل    الجزء : 1  صفحة : 153
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست