اسم الکتاب : الأحكام الشرعية للثورات العربية المؤلف : الشحود، علي بن نايف الجزء : 1 صفحة : 234
يتحاكمون للكتاب والسنة، لأنهم يخرجون بذلك من دائرة الإسلام، ولهذا صار بعض الفقهاء يزيد في تعريف دار الإسلام قيدا آخر إضافيا وهو (وتكون الأحكام فيها أحكام الإسلام)!
وقد فصلت ذلك في رسالة (الأجوبة الفاصلة في المسائل النازلة) [1] وفي (تحرير الإنسان).
لقد انشغل المصلحون السياسيون في موضوع تعديل الدستور أو تعديل القوانين، ودخلوا في صراع عقيم مع السلطة، دون أن يدركوا بأن المشكلة ليست في الدستور ولا القوانين، بل المشكلة في غياب الشوكة والقوة للأمة في أرضها، والتي هي مناط وصف الدار بالإسلام!
إن فقد الأمة للإرادة الحرة هو سبب الأزمة، فالواجب تقديم استرجاع هذه الإرادة، واستعادة الشوكة والقوة للأمة، وتحرير الأمة وإرادتها، على الانشغال بتعديل نصوص من حبر على ورق!
كما انشغل السياسيون الإسلاميون في البرلمانات في موضوع تطبيق الشريعة، دون أن يدركوا شيئا مما تمنوه، لأن الشوكة والقوة واليد ليست لهم ولا للأمة معهم، بل هي للسلطة المدعومة من الغرب، والتي لا تسمح بتحقيق ذلك!
لقد كان الفقهاء يدركون هذه الحقيقة، إلا أنهم رأوا بأن تحرير الأمة بالقوة قد يفضي إلى العنف والفتن، وقد صرح الشيخ أحمد شاكر في رسالته هذه بموقفه من العنف حيث يقول: (لست رجلا خياليا، ولست داعيا إلى ثورة جامحة على القوانين، وأنا أعتقد أن ضرر العنف اليوم أكثر من نفعه)!
إلا أن خوف الشيخ شاكر ورفضه للثورة وأد حلمه بالإصلاح، في ظل عملية سياسية صورية، تفتقد للعنصر الأساسي وهو (نفوذ الإرادة) الحقيقية للأمة!
لقد جاء سيد قطب رحمه الله ورأى المشهد السياسي بكل أبعاده، فإذا الدستور والبرلمان والانتخابات في مصر كلها وسيلة لفرض إرادة الطاغوت باسم الشعب، فثار ضد هذا [1] - انظرها هنا: http://www.dr-hakem.com/Portals/Content/?info=TlRNM0psTjFZbEJoWjJVbU1RPT0rdQ==.jsp
اسم الکتاب : الأحكام الشرعية للثورات العربية المؤلف : الشحود، علي بن نايف الجزء : 1 صفحة : 234