اسم الکتاب : إذهاب الحزن وشفاء الصدر السقيم المؤلف : عبد السلام مقبل مجبرى الجزء : 1 صفحة : 156
يختمون القران في الصلاة، ولا يفعلون ذلك إلا عن اقتداء فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان أصحاب النبي صلّى الله عليه وسلّم يقرؤن القران من أوله إلى اخره في الفرائض [1] ، وعن أبي العالية: قال أخبرني من سمع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «لكل سورة حظها من الركوع والسجود» [2] ، وعن أبي برزة رضي الله عنه أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان يقرأ في صلاة الغداة من الستين إلى المائة [3] وفي هذا دلالة واضحة على متابعتهم الدقيقة له، حتى كانوا يعدون الايات؛ إذ لم تكن عدد الايات قد دونت بالصورة السهلة الموجودة في عهدنا، ثم استمر العلماء على استحباب ذلك القدر في الصلاة [4] ، وعن ابن عباس قال: إن أم الفضل بنت الحارث سمعته وهو يقرأ وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفاً (المرسلات: [1]) فقالت: يا بني! لقد ذكرتني بقراءتك هذه السورة إنها لاخر ما سمعت رسول الله يقرأ بها في المغرب [5] ، وروى ابن مسعود وابن عباس وأبي هريرة رضي الله عنهم أن النبي صلّى الله عليه وسلّم كان يقرأ في الركعة الأولى من الفجر ب «ألم تنزيل السجدة» ، وفي الاخرى ب «هل أتى على الإنسان» [6] ، بل كان ذلك واضحا حتى قبل الصدع بالدعوة، فعن أسماء بنت أبي بكر قالت: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهو يصلي نحو الركن قبل أن يصدع بما يؤمر، والمشركون يسمعون «فبأى الاء ربكما تكذبان» [7] . [1] الطبراني في الأوسط 8/ 123، مرجع سابق. [2] أحمد (5/ 59) ، مجمع الزوائد (2/ 114) ، مرجع سابق، وقال: «رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح» . [3] البخاري (1/ 202) ، مسلم (1/ 338) ، مرجعان سابقان. [4] انظر مثلا: علاء الدين الكاساني ت 587 هـ: بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع (1/ 205) ، دار الكتاب العربي، بيروت، ط 2، 1982. [5] مسلم (1/ 338) ، مرجع سابق، (الشافعي) محمد بن إدريس أبو عبد الله ت 204 هـ: مسند الشافعي ص 215، دار الكتب العلمية، بيروت. [6] البخاري (1/ 303) ، مسلم (2/ 599) ، الحاكم (2/ 554) ، أبو داود (1/ 282) ، ابن ماجه (1/ 269) ، مراجع سابقة. [7] مجمع الزوائد (2/ 115) ، مرجع سابق، وقال: «رواه أحمد والطبراني في الكبير وفيه ابن لهيعة وفيه كلام» .
اسم الکتاب : إذهاب الحزن وشفاء الصدر السقيم المؤلف : عبد السلام مقبل مجبرى الجزء : 1 صفحة : 156