responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 482
1592- ويا معشر المتزهدين! إنه يعلم السر وأخفى! أتظهرون الفقر في لباسكم، وأنتم تستوفون شهوات النفوس، وتظهرون التخاشع والبكاء في الجلوات دون الخلوات؟! كان ابن سيرين يضحك ويقهقه، فإذا خلا؛ بكى أكثر الليل، وقال سفيان لصاحبه: ما أوقحك! تصلي والناس يرونك؟!
أفدي ظباء فلاة ما عرفن بها ... مضغ الكلام، ولا صبغ الحواجيب
1593- آهٍ للمرائي من يوم: {وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُور} [العاديات: 10] ، وهي النيات! فأفيقوا من سكركم، وتوبوا من زللكم، واستقيموا على الجادة: {أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ} [الزمر: 56] .

361- فصل: تخليط بعض العلماء والعبّاد
1594- رأيت جمهور الناس حائدين عن الشريعة، جارين على ما ألفوا من العادة وقد يخلص منهم فريقان: علماء وعباد.
1595- فتأملت جمهور العلماء؛ فرأيتهم في تخليط: منهم من يقتصر على معاملات الدنيا، ويعرض عن معاملات الآخرة: إما لجهله بها، أو لثقل أمرها عليه، فهو لا يجري على ما يثقل عليه مما يوجبه العلم، ويتبع في الباقي العادات! وربما تخايل أنه يسامح في الخطايا، لكونه عالما، وقد نسي أن العلم حجة عليه.
ومنهم: من هو واقف مع صورة العلم، غافل عن المقصود بالعلم، وفيهم: من يخالط السلطان، فيتأذى المخالط بما يرى من الذنوب والظلم، ولا يمكنه الإنكار، وربما مدح! ويتأذى السلطان بصحبته، فيقول: لولا أني على صواب ما جالسني هذا! ويتأذى العوام، فيقولون: لولا أن أمر السلطان قريب، ما خالطه هذا العالم!
ورأيت الأشراف يثقون بشفاعة آبائهم، وينسون أن اليهود من بني إسرائيل!
1596- وأما الفريق الثاني، وهم العباد، فرأيت أكثرهم في تخليط: أما الصحيحو القصد منهم؛ فعلى غير الجادة في أكثر عملهم: قد وضع لهم جماعة من المتقدمين كتبًا فيها دفائن قبيحة، وأحاديث غير صحيحة، ويأمرون فيها بأشياء

اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 482
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست