اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 483
تخالف الشريعة، مثل كتب الحارث المحاسبي، وأبي عبد الله الترمذي[1]، وقوت القلوب لأبي طالب المكي، وكتاب "الإحياء" لأبي حامد الطوسي؛ فإذا فتح المبتدئ عينه، وهم بسلوك الطريق بهذه الكتب؛ حملته[2] إلى الخطايا؛ لأنهم قد بنوا على أحاديث محالة[3]، ويذمون الدنيا، ولا يدرون ما المذموم منها؟ فيتصور المبتدئ ذم ذات الدنيا، فيهرب المنقطع إلى الجبل، وربما فاتته الجماعة والجمعة، ويقتصر على البلط والكمثرى[4] فيورثه القولنج، ويقنع بعضهم بشرب اللبن، فينحل الطبع، أو يأكل الباقلاء والعدس فيحدث له قراقر[5]!!
1597- وإنما ينبغي لقاصد الحج أن يرفق أوّلًا بالناقة ليصل، ألا ترى للفطن من الأتراك، يهتم بفرسه قبل تحصيل قوت نفسه؟!
1598- وربما تصدى القاص لشرح أحوال قوم من السلف والمتزهدين، فيتبعهم المريد، فيتأذى بذلك! ومتى رددنا ذلك المنقول، وبينا خطأ فاعله؛ قال الجهال. أترد على الزهاد؟! وإنما ينبغي اتباع الصواب، ولا ينظر إلى أسماء المعظمين في النفوس؛ فإنا نقول: قال أبو حنيفة: ثم يخالفه الشافعي! وإنما ينبغي أن يتبع الدليل.
1599- قال المروذي: مدح أحمد بن حنبل النكاح، فقلت له: قد قال إبراهيم بن أدهم، فصاح وقال: وقعنا في بنيات الطريق! عليك بما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه.
1600- وتكلم أحمد في الحارث المحاسبي؛ ورد على سري السقطي حين قال: لما خلق الله الحروف، وقف الألف، وسجدت الباء! فقال: نفروا الناس عنه. فالحق لا ينبغي أن يحابي؛ فإنه جد.
1601- وإني أرى أكثر الناس قد حادوا عن الشريعة، وصار كلام المتزهدين [1] محمد بن علي بن الحسن، بن بشر الحكيم الترمذي: محدث صوفي، توفي نحو ستة "320هـ". [2] في الأصل: فحملته، وهو تصحيف. [3] محالة: باطلة وموضوعة. [4] إجاص. [5] أصوات في الأمعاء لوجود رياح.
اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 483