اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 481
1587- ومن الناس يوم العيد الغني المتصدق، كذلك يوم القيامة أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة. ومنهم الفقير السائل، الذي يطلب أن يعطى، كذلك يوم الجزاء: "أعددت شفاعتي لأهل الكبائر"[1]، ومنهم من لا يعطف عليه: {فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ، وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ} [الشعراء] .
1588- والأعلام منشورة في العيد، كذلك أعلام المتقين في القيامة، والبوق يضرب، كذلك يخبر بحال العبد، فيقال: يا أهل الموقف! إن فلانًا قد سعد سعادة لا شقاوة بعدها، وإن فلانًا قد شقي شقاوة لا سعادة بعدها.
1589- ثم يرجعون من العيد بالخواص إلى باب الحجرة يخبرون بامتثال الأوامر: {أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ} [الواقعة: 11] ، فيخرج التوقيع إليهم: {وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُورًا} [الإنسان: 22] . ومن هو دونهم يختلف حاله: فمنهم من يرجع إلى بيت عامر {بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ} [الحاقة: 24] ، ومنهم متوسط، ومنهم من يعود إلى بيت فقر. فاعتبروا يا أولي الألباب. [1] رواه أبو داود "4739"، والترمذي "2435"، وأحمد "3/ 213"، وابن حبان "6468"، والحاكم "[1]/ 69" عن أنس رضي الله عنه، وقال: صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي.
360- فصل: يتضمن نصيحة للعلماء والزهاد
1590- يا قوم! قد علمتم أن الأعمال بالنيات، وقد فهمتم قوله تعالى: {أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِص} [الزمر: 3] ، وقد سمعتم عن السلف أنهم كانوا لا يعلمون، ولا يقولون حتى تتقدم النية وتصح.
1591- أيذهب زمانكم يا فقهاء في الجدل والصياح، وترتفع أصواتكم عند اجتماع العوام تقصدون المغالبة؟! أوما سمعتم: "من طلب العلم ليباهي به العلماء، أو ليماري به السفهاء، أو ليصرف به وجوه الناس إليه؛ لم يرح رائحة الجنة" 2 ثم يقدم أحدكم على الفتوى، وليس من أهلها، وقد كان السلف يتدافعونها. [1] رواه ابن ماجه "254"، وابن حبان "77"، والحاكم "1/ 86"، عن جابر رضي الله عنه.
اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 481