responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 440
القرب، وإن كان ولد له من الزنا، فالفضيحة الدائمة، والعقوبة التامة، وتنكيس الرأس عند الخالق والمخلوق.
وأما الجاهل، فيرى لذته في بلوغ ذلك الغرض، وينسى ما يجني مما يكدر عيش الدنيا والآخرة.
1429- ومن ذلك شرب الخمر؛ فإنه تنجيس للفم والثوب، وإبعاد للعقل، وتأثيراته معلومة عند الخالق والمخلوق، فالعجب ممن يؤثر لذة ساعة تجني عقابًا، وذهاب جاه! وربما خرج بالعربدة إلى القتل!!
1430- وعلى هذا فقس جميع المذوقات؛ فإن لذاتها إذا وزنت بميزان العقل لا تفي بمعشار عشير عواقبها القباح في الدنيا والآخرة، ثم هي نفسها ليست بكثير شيء فكيف تباع الآخرة بمثل هذا؟!
1431- سبحان من أنعم على أقوام، كلما لاحت لهم لذة، نصبوا ميزان العقل، ونظروا فيما يجني، وتلمحوا ما يؤثر تركها، فرجحوا الأصلح. وطمس على قلوب، فهي ترى صورة الشيء، وتنسى جناياته.
1432- ثم العجب أنا نرى من يبعد عن زوجته، وهو شاب، ليعدو في الطريق، فيقال: ساع! فيغلب هواه لطلب ما هو أعلى، وهو المدح، فكيف لا يترك محرمًا ليمدح في الدنيا والأخرى؟!
1433- ثم قدر حصول ما طلبت من اللذات وذهابها، وأحسب أنها قد كانت، وقد هانت، وتخلصت من محنها.
أين أنت من غيرك؟! أين تعب عالم قد درس العلم خمسين سنة؟! ذهب التعب، وحصل العلم، وأين لذة البطال[1]؟! ذهبت الراحة، وأعقبت الندم.

[1] البطال: من يتبع طريق اللهو والجهالة، ويشتغل بما لا ينفعه.
329- فصل: من تبع العقل سَلِمَ
1434- من وقف على موجب الحس هلك، ومن تبع العقل سلم؛ لأن مجرد
اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 440
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست