اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 375
حسن بن موسى، قال: حدثنا ابن لهيعة[1]، قال: حدثنا دراج، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد الخدري، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنه قال: "لو أن أحدكم يعمل في صخرة صماء، ليس لها باب ولا كوة؛ لخرج عمله للناس، كائنًا ما كان" [2].
فليتق الله العبد، ويقصد من ينفعه قصده، ولا يتشاغل بمدح من عن قليلٍ يَبلى هو وهم. [1] عبد الله بن لهيعة الحضرمي، الأعدولي عالم الديار المصرية "96- 174 هـ"، أحد بحور العلم علي لين في حديثه، ورواية العبادلة عنه صحيحة. [2] رواه أحمد "[3]/ 28"، وابن حبان "5668"، والحاكم "4/ 314" عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه من رواية دراج عن أبي الهيثم وهي ضعيفة. والزيادة من المسند.
270- فصل: متى وقع الترخص حمل إلى غيره
1229- قدم علينا بعض فقهاء من بلاد الأعاجم، وكان قاضيًا ببلده، فرأيت على دابته الذهب، ومعه أتوار[1] الفضة، وأشياء كثرة من المحرمات، فقلت: أي شيء أفاد هذا العلم؟! بلى والله، قد كثرت عليه الحجج.
وأكبر الأسباب قلة علم هؤلاء بسيرة السلف، وما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم! لا أنهم يجهلون الجملة؛ ولكنهم يتشاغلون بعلم الخلاف، ويقصدون التقدم بقشور المعرفة، وليس[2] يعنيهم[3] سماع حديث، ولا نظر في سير السلف، ويخالطون السلاطين، فيحتاجون إلى التزيي بزيهم، وربما خطر لهم أن هذا قريب، وإن لم يخطر لهم، فالهوى غالب بلا ضاد، وربما خطر لهم أن [يقولوا] : هذا يحتمل ويغفر في جانب تشاغلنا بالعلم، ثم يرون العلماء يكرمونهم لنيل شيء من دنياهم، ولا ينكرون عليهم.
1230- ولقد رأيت من الذين ينتسبون إلى العلم من يستصحب المردان، ويشتري المماليك، وما كان يغفل هذا إلا من قد يئس من الآخرة. ورأيت من قد [1] جمع تور: وهو إناء للشرب. [2] في الأصل: ولا. [3] في الأصل: قصدهم.
اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 375