responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 376
بلغ الثمانين من العلماء وهو على هذه الحالة، فالله الله يا من يريد حفظ دينه، ويوقن بالآخرة!
1231- إياك والتأويلات الفاسدة، والأهواء الغالبة؛ فإنك إن ترخصت بالدخول في بعضها، جرك الأمر إلى الباقي، ولم تقدر على الخروج لموضع ألف الهوى فاقبل نصحي، واقنع بالكسرة، وابعد عن أرباب الدنيا، فإذا ضج الهوى؛ فدعه لهذا، وربما قال لك: فالأمر الفلاني قريب! فلا تفعل؛ فإنه - ولو كان قريبًا- يدعو إلى غيره، ويصعب التلافي.
فالصبر الصبر على شظف العيش! والبعد [البعد] عن أرباب الهوى! فما يتم دين إلا بذلك، ومتى وقع الترخص؛ حمل إلى غيره، كالشاطئ إلى اللجة[1]. وإنما هو طعام دون طعام، ولباس دون لباس، ووجه أصبح من وجه؛ وإنما هي أيام يسيرة.

[1] اللجة: الماء الكثير.
271- فصل: حكمة الخالق وراء العقول
1232- من تفكر في عظمة الله عز وجل، طاش عقله؛ لأنه يحتاج أن يثبت موجودًا لا أول لوجوده، وهذا شيء لا يعرفه الحس؛ وإنما يقر به العقل ضرورة، وهو متحير بعد هذا الإقرار، ثم يرى من أفعاله ما يدل على وجوده، فلا يخفى وجوده.
1233- ثم تجري في أقداره أمور، لولا ثبوت الدليل على وجوده، لأوجبت الجحد؛ فإنه يفرق البحر لبني إسرائيل -وذلك شيء لا يقدر عليه سوى الخالق- ويصير العصا حيَّةً، ثم يعيدها عصا، تلقف ما صنعوا، ولا يزيد فيها شيء، فهل بعد هذا بيان؟! فإذا آمنت السحرة، تركهم مع فرعون يصلبهم، ولا يمنع، والأنبياء يبتلون بالجوع والقتل، وزكريا ينشر، ويحيى تقتله زانية[1]، ونبينا صلى الله عليه وسلم يقول كل عام:

[1] بأن حرّضت الحاكم على قتله واسمها سالومي.
اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 376
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست