responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 374
إلى علم الجدل[1]، وأعرضوا عن علوم الشريعة، وتركوا التردد إلى المساجد، وقنعوا بالمدارس والألقاب.
1224- وأما بناء الأربطة؛ فليس بشيءٍ أصلًا؛ لأن جمهور المتصوفة جلوس على بساط الجهل والكسل، ثم يدعي مدعيهم المحبة والقرب، ويكره التشاغل بالعلم، وقد تركوا سيرة سريٍّ، وعادات الجنيد، واقتنعوا بأداء الفرائض، ورضوا بالمرقعات، فلا تحسن إعانتهم على بطالتهم وراحتهم، ولا ثواب في ذلك.

[1] علم الجدل: هو علم المناظرة الفقهية والأصولية.
269- فصل: الرياء يضيع العمل
1225- عجبت لمن يتصنع للناس بالزهد، يرجو بذلك قربه من قلوبهم، وينسى أن قلوبهم بيد من يعمل له؛ فإن رضي عمله، ورآه خالصًا، لفت القلوب إليه، وإن لم يره خالصًا، أعرض بها عنه.
ومتى نظر العامل إلى التفات القلوب إليه؛ فقد زاحم الشرك[1]؛ لأنه ينبغي أن يقنع بنظر من يعمل له.
ومن ضرورة الإخلاص [ألا يقصد] التفات القلوب إليه، فذاك يحصل لا بقصده، بل بكراهته لذلك.
1226- وليعلم الإنسان أن أعماله كلها يعلمها الخلق جملة، وإن لم يطلعوا عليها، فالقلوب تشهد للصالح بالصلاح، وإن لم يشاهد منه ذلك.
1227- فأما من يقصد رؤية الخلق بعمله؛ فقد مضى العمل ضائعًا؛ لأنه غير مقبول عند الخالق، ولا عند الخلق؛ لأن قلوبهم قد التفتت عنه، فقد ضاع العلم، وذهب العمر!
1228- ولقد أخبرنا ابن الحصين، قال: أخبرنا ابن المذهب، قال: أخبرنا أحمد بن جعفر، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا

[1] زاحم الشرك: قاربه، وكاد يقع فيه.
اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 374
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست