responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أهداف التربية الإسلامية المؤلف : ماجد عرسان الكيلاني    الجزء : 1  صفحة : 78
ولذلك لا يكون هناك إيمان حقيقي به، وإنما تسليم وتقليد أعمى، أو آبائية ونكران، أو مراءاة ونفاق، وبالتالي لا تتولد -الإرادة العازمة- التي هي الزوج الأول لتوليد "العمل الصالح". كذلك لا يكون هناك شهود للخبرات الكونية، ولذلك لا تتولد -القدرة التسخيرية- التي هي الزوج الثاني لتوليد العمل الصالح.
لذلك يمكن القول -جزما وتأكيدا- أن الحرية في الأمة المسلمة هي فرض عين، وعلى الجميع القيام بها وممارستها وتوفيرها، وحمايتها من الطغيان الداخلي ومن العدوان الخارجي. وإذا غابت الحرية وقع الإثم على الجميع وذلك لسببين: الأول، إن الحرية سبب رئيسي لنمو القدرات العقلية التي يفهم القرآن بواسطتها، وتفهم آيات الله في الآفاق والأنفس، فإذا لم توجد هذه القدرات العقلية اقتصر الإنسان على تلاوة آيات الله في القرآن، وحفظ آيات الله في الآفاق والأنفس دون فهم لمقاصدها النهائية، وتحول كالحمار يحمل أسفارا. والثاني، أن غياب الحرية يؤدي إلى ضعف القدرات العقلية وضمورها -إن كانت موجودة- مما يمهد لعودة الصنمية والوثنية والتخلف. فالحرية هي مظهر التوحيد، والتوحيد في جوهره حرية؛ لأنه تحرر من عبودية الأشخاص والأشياء، والأفكار الخاطئة أو الخرافية.
فالحرية -إذن- تعني الاختيار المستنير، العارف، الواعي، أي هي العمل الذي تتضح منطلقاته وأهدافه، ويصدر عن ذات الشخص وعن قواه العقلية، والنفسية الناضجة المتكاملة، ويبطل فيه تأثير الحاجة، والعادة، وترديد مقولات الآخرين وتأثيراتهم وإيحاءاتهم، خلال الأحكام الأساسية عن الخير والشر[1].
والحرية بهذا المفهوم تختلف عن الحرية السائدة في المجتمعات

[1] يتحقق هذا المفهوم لـ -الحرية- بالإيمان حسب مفهومه الإسلامي؛ لأنه يقوم على التحرر من الصنمية بمختلف رموزها. ولذلك لا يكون العوام والجهلة، وأصحاب التقليد المذهبي وأولي العصبيات أحرارا، وليسوا مؤهلين لممارسة الحرية.
اسم الکتاب : أهداف التربية الإسلامية المؤلف : ماجد عرسان الكيلاني    الجزء : 1  صفحة : 78
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست