responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفصل في الملل والأهواء والنحل المؤلف : ابن حزم    الجزء : 1  صفحة : 52
الصفيحة المحماة
قَالَ أَبُو مُحَمَّد رَضِي الله عَنهُ وكل هَذَا فِي غَايَة الْفساد أول ذَلِك أَنَّهَا دُعَاء وَلَا يعجز عَن مثلهَا متحامق وَلَيْسَ فِي إنجيلهم شَيْء من هَذِه الْأَقْسَام وَالثَّانِي أَنَّهَا كلهَا محَال لِأَن قَول الملكية فِي تمثيلهم بِمَا مثلُوا إِنَّمَا هُوَ عرض فِي جَوْهَر وَلَا يتَوَهَّم غير ذَلِك فالإله على قَوْلهم عرض وَالْإِنْسَان جَوْهَر وَهَذَا فِي غَايَة الْفساد وَقَول اليعقوبية أفسد لأننا نقُول لَهُم إِن كَانَ اسْتَحَالَ الْإِلَه إنْسَانا فالمسيح إِنْسَان وَلَيْسَ إِلَهًا وَإِن كَانَ الْإِنْسَان اسْتَحَالَ إِلَهًا فالمسيح إِلَه وَلَيْسَ بِإِنْسَان وَإِن كَانَ كِلَاهُمَا لم يسْتَحل وَاحِد مِنْهَا إِلَى الآخر فَهَذَا هُوَ قَول النسطورية لَا قَوْلهم وَإِن كَانَ كل وَاحِد مِنْهَا اسْتَحَالَ إِلَى الآخر فقد صَار الْإِلَه إِنْسَان لَا إِلَهًا وَصَارَ الْإِنْسَان إِلَهًا لَا إنْسَانا وحصلوا بعد هَذَا الْحمق على قَول النسطورية وَلَا مزِيد وَلنْ كَانَا استحالا إِلَى غير الْإِنْسَان والإله فالمسيح لَا إِلَه وَلَا إِنْسَان وكل هَذَا خلاف قَوْلهم وَأما النسطورية فَلم يزِيدُوا على أَن قَالُوا إِن الْإِنْسَان إِنْسَان والإله إِلَه وَهَكَذَا كل فَاضل وفاسق فِي الْعَالم هُوَ إِنْسَان والإله إِلَه فالمسيح وَغَيره من النَّاس سَوَاء وَأَيْضًا فَإِن مَا لَا قُوَّة محَال لِأَن الَّذِي لم يزل لَا يَسْتَحِيل إِلَى طبيعة الْإِنْسَان الْمُحدث وَلَا يَسْتَحِيل الْمُحدث إِلَهًا لم يزل وَهَذَا محَال بِذَاتِهِ مُمْتَنع لَا يتشكك وَكَذَلِكَ الْإِنْسَان لَا يجاور الْإِلَه مجاورة مكانية لِأَنَّهُ محَال أَيْضا وَكَذَا لَا يتَوَهَّم وَلَا يُمكن أَن يكون الْإِلَه عرضا يحملهُ جَوْهَر الْإِنْسَان وَلَا يُمكن أَن يكون الْإِنْسَان عرضا يحملهُ الْإِلَه فِي ذَاته كَمَا تَدعِي الملكية فِي تَشْبِيه ذَلِك الِاتِّحَاد بضوء الشَّمْس فِي الْبَيْت وبالنار فِي الحديدة المحماة فقد صَحَّ أَن كل مَا قَالُوا محَال وباطل وسخيف لَا يقبله إِلَّا مخذول وَلَا يُمكنهُم ادِّعَاء وجود شَيْء من هَذَا فِي كتب الْأَنْبِيَاء أصلا وَأَيْضًا فَإِنَّهُم يضيفون إِلَى ذكرهم الْأَب وَالِابْن وروح الْقُدس شَيْئا رَابِعا وَهُوَ الْكَلِمَة وَهِي المتحدة عِنْدهم بالإنسان الملتحمة بِهِ فِي مشيمة مَرْيَم عَلَيْهَا السَّلَام فَإِن أمانتهم الَّتِي أَنْفقُوا عَلَيْهَا كلهم هِيَ كَمَا نورده نصا نؤمن بِاللَّه الْأَب مَالك كل شَيْء صانع مَا يرى وَمَا لَا يرى وبالرب الْوَاحِد يسوع الْمَسِيح بكر الْخَلَائق كلهَا وَلَيْسَ بمصنوع الْإِلَه حق من الْإِلَه حق من جَوْهَر أَبِيه الَّذِي بِيَدِهِ انفنت العوالم وَخلق كل شَيْء الَّذِي من أجلنا معشر النَّاس وَمن أجل خلاصنا نزل من السَّمَاء وتجسد من روح الْقُدس وَصَارَ إنْسَانا وَولد من مَرْيَم البتول وألم وصلب أَيَّام قيطوش بلاطش وَدفن وَقَامَ وَفِي الْيَوْم الثَّالِث كَمَا هُوَ مَكْتُوب وَصعد إِلَى

اسم الکتاب : الفصل في الملل والأهواء والنحل المؤلف : ابن حزم    الجزء : 1  صفحة : 52
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست