responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفصل في الملل والأهواء والنحل المؤلف : ابن حزم    الجزء : 1  صفحة : 132
سنة يرجعُونَ إِلَى ثَلَاثَة من ولد يهوذا واثنين من ولد يُوسُف وَأما الِاثْنَان وَسِتُّونَ ألف رجل ونيف لَا يعد فيهم ابْن أقل من عشْرين سنة فَإِنَّمَا يرجع إِلَى وَاحِد فَقَط لم يكن لدان غَيره بِلَا خلاف مِنْهُم فَكيف إِذا أضيف إِلَى هَذَا الْعدَد من لَهُ أقل من عشْرين سنة من الرِّجَال والأغلب أَنهم قريب من عدد المتجاوزين عشْرين سنة أَو أقل بِيَسِير وَجَمِيع النِّسَاء والأغلب أَنَّهُنَّ فِي عدد الرِّجَال أَو قَرِيبا من ذَلِك فيجتمع من ولد حوشيم ابْن دَان وَحده فِي مُدَّة مِائَتي عَام وَسَبْعَة عشر عَاما نَحْو مائَة ألف وَسِتِّينَ ألف إِنْسَان هَذَا الْمحَال الْمُمْتَنع الَّذِي لم يكن قطّ فِي الْعَالم على حسب بنيته ويجتمع من ولد يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام على هَذَا أرحج من مِائَتي ألف إِنْسَان وَمن ولد يهوذا نَحْو ذَلِك وَلَيْسَ يُمكنهُم أَن يَقُولُوا أَن الطَّبَقَات من الولادات كَانَت كَثِيرَة جدا لوَجْهَيْنِ أَحدهمَا قَوْله فِي توراتهم أَن الجيل الرَّابِع من الْأَوْلَاد يرجعُونَ إِلَى الشَّام وَالثَّانِي أَن الَّذِي ذكر أنسابهم من بني لاوي وَبني يهوذا وَبني يُوسُف وَبني رؤابين كَانُوا متقاربين فِي التعداد كموسى وَهَارُون وَمَرْيَم بني عمرَان بن قاهاث بن لاوي بن إِسْرَائِيل واليصافان بن عزيئيل بن فاهاث بن لاوي بن إِسْرَائِيل وقورح واخوانه بَنو يصهار بن قاهاث بن لاوي بن إِسْرَائِيل ونحشون واخوانه بَنو عمينا دَاب ابْن أرام بن حصرون بن فارص بن يهوذا بن إِسْرَائِيل وأحار بن كرمي بن سيداي بن شيلة بن يهوذا بن إِسْرَائِيل ودابان وأبيرام ابْنا الْبَاب بن ملوكن بن روبان بن إِسْرَائِيل وإخوتهم وَأَوْلَادهمْ وَأَوْلَاد أَوْلَادهم هَذَا نَص ذكر أنسابهم فِي توارثهم فوضح أَن الْأَمر مُتَقَارب فِي تعدادهم وَظهر بِهَذَا عَظِيم االكذب الْفَاحِش فِي الْأَعْدَاد الَّتِي ذكرُوا وَلَا يُمكنهُم الْبَتَّةَ أَن يَقُولُوا أَنه كَانَ لإسرائيل غير من سمينا من الْأَوْلَاد الاثْنَي عشر وَلَا أَنه كَانَ لأَوْلَاد إِسْرَائِيل الْمَذْكُورين غير من سمينا من الْأَوْلَاد وعددهم أحد وَخَمْسُونَ رجلا فَقَط لبنيامين عشرَة ولجادا سَبْعَة ولشمعون سِتَّة ولرؤابين واشير وليساخر ونفتالي لكل وَاحِد مِنْهُم أَرْبَعَة أَرْبَعَة وليهوذا وللاوي وزبلون لكل وَاحِد مِنْهُم ثَلَاثَة ثَلَاثَة وليوسف اثْنَان ولدان وَوَاحِد فيا للنَّاس كَيفَ يُمكن أَن يتناسل من ولادَة وَاحِد وَخمسين رجلا فَقَط فِي مُدَّة مِائَتي عَام وَسَبْعَة عشر عَاما فَقَط أَزِيد من ألفي ألف إِنْسَان هَذَا غَايَة الْمحَال الْمُمْتَنع لِأَنَّهُ نَص فِي توراتهم أَنه إنتسل مِنْهُم ستماية ألف وَثَلَاثَة آلَاف رجال كلهم لم يعد فيهم ابْن أقل من عشْرين سنة وَلَعَلَّ من دون الْعشْرين عَاما مِنْهُم يقاربون هَذَا الْعدَد ثمَّ النِّسَاء ولعلهن نَحْو هَذَا الْعدَد فَأُعْجِبُوا لهَذِهِ الفضائح وَقد رام بعض من صككت وَجهه من عُلَمَائهمْ بِهَذِهِ الفضيحة أَن يلوذ بِهَذَا الشغب فَقلت دع عَنْك هَذَا التمويه فقد سدت عَلَيْك توراتك كل الْمذَاهب لِأَن فِيهَا بعلمك حَيْثُ ذكر خُرُوجهمْ من مصر وَحَيْثُ ذكر دُخُولهمْ إِلَى الشَّام وَحَيْثُ ذكر قسْمَة الأَرْض عَلَيْهِم فِي سفر يُوشَع ذكر أفخاذ قبائلهم وَتَسْمِيَة أسباطهم اسْما اسْما فَلم يزدْ على من سمينا وَلَا وَاحِدًا فَلَو كَانَ مَا تَقول لكَانَتْ أَيْضا قد كذبت فِي هَذَا الْموضع إِذْ فَلَا بُد فِيهَا من الْكَذِب الْمُتَيَقن كَيْفَمَا تصرفت الْحَال فَسكت خاسئاً فَإِن قيل ألم ينْقل يَعْقُوب إِذْ عرض عَلَيْهِ يُوسُف بنه أفرايم ومنشا فَقَالَ لَهُ يَعْقُوب افرايم ومنشا يكونَانِ ليي وينسبان إِلَيّ

اسم الکتاب : الفصل في الملل والأهواء والنحل المؤلف : ابن حزم    الجزء : 1  صفحة : 132
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست