اسم الکتاب : مطالع البدور ومنازل السرور المؤلف : الغزولي الجزء : 1 صفحة : 76
في ليال لو أنها دفعتني ... وسط ظهري وقعت في رمضان
وقال ابن سيناء الملك:
الكاس لم تذنب فكيف حاسبتها ... أوحشتها من طول ما أنسيتها
لا بل هممت بشربها ورأيتها ... ألقت عليك شعاعها فلبستها
وقال وجيه الدين بن الدروي:
يفيض على كسرى غلالة قهوة ... ويسلمه عمدا الراحة سالب
ونص على دين المجوس لهيبها ... فشق الدجى عن صدره مسبح راهب
وقال القاضي الفاضل رحمه الله:
يلوح عليها خجلة إذ أدارها ... فمن عرق يبدو الحباب لذي المزج
أتاني بها والصبح من تحت ذيله ... كما استل سيف أو كما ابتسم الربجى
حبيب كأن كأسه من صبابتي ... فظاهرها برد يزر على وهجي
وقال أبو نواس رحمة الله عليه:
وخمار الحب عليه ليلا ... قلائص قد تعبن من السفار
3فترحم والكرى في مقلتيه ... كمخمور شكى ألم الخمارى
أين لي كيف سرت إلى حريمي ... وجفن الليل مكتحل نفار
فقلت له ترفق بي فإني ... رأيت الصبح في خلل الديار
فكان جوابه إن قال كلا ... وهل صبح سوى ضوء العقار
وقام إلى الدنان فسد فاها ... فعاد والليل منسدل الأزار
وقال آخر:
جلوها على الندمان فاحمر وجهها ... بخجلتها عند البروز من الخدر
وألقوا عليها الماء فاصفر لونها ... وتحسن عند الملتقى وجل البكر
وقال يزيد بن معاوية:
لي وله إذا الكاسات دارت ... رقا سحرا بحل عرى الهموم
محادثة ألذ من الأماني ... وأبث جوى أرق من النسيم
وقال البحتري رحمة الله عليه:
تخفي الزجاجة لونها فكأنها ... في الكف قائمة بغير إناء
ولها نسيم كالرياض تنفست ... في أوجه الأرواح والإبداء
وفواقع مثل الدموع تحدرت ... في صحن خد الكاعب الحسناء
وقال الشيخ صلاح الدين الصفدي ملغزا في مدام:
وما شيء حشاه فيه داء ... وأوله وآخره سواء
إذا مازال آخره فجمع ... يكون الحد فيه والمضاء
وإن أهملت أوله ففعل ... له بالرفع والنصب اعتناء
وله:
حببناها مشعشعة تلألأ ... وثوب الليل فضفاض الذيول
فنحسبها إذا الساقي جلاها ... تفتش بالسراج على العقول
ولآخر:
أدير بلحيتي البيضاء كأسي ... بكيس زائد مني وفطنه
ألم يرني وعفو الله راج ... ومن شرهي أصفيها بقطنه
وقال الشيخ يحيى الخبان (توفي سنة سبعين وسبعمائة) :
بعيشك هاتها حمراء صرفا ... صباحا واطرح قول النصوح
فهذي الشمس قد بزغت بعين ... تغامزنا على شرب الصبوح
وقال الشيخ جمال الدين بن نباتة:
مورد الخد أدار الطلا ... فقال لي في حبها عاتبي
عن أحمر المشروب ما تنتهي ... قلت ولا عن أخضر الشارب
وقال الشيخ صلاح الدين الصفدي:
قم هاتها في الظلام صافية ... تورث جسمي وقبضتي بسطه
أضحت عليها الأفراح دائرة ... يا صدق من قال أنها نقطة
وقال المرحوم فخر الدين بن مكانس:
للراح بالكيميا شبه فإن لها ... للقلب والرأس تقطيرا وتصعيدا
قالوا هي الشمس إشراقا وقد جهلوا ... وما ذاك إلا شعاع الشمس معقودا
وقال بدر الدين بن الصاحب:
يا حابس الكاس لا تزدها ... من بعد حبس الدنان حسره
واغتنم مزاجا لها لطيفا ... يورثه الانتظار صفره
وقال من لفظه لنفسه سيدنا القاضي بدر الدين محمد بن الدماميني:
قم بنا نركب طر ... ف اللهو سبقا للمدام
وأثنى يا صاح عناني ... للكميت وللجامي
وللشيخ شهاب الدين بن حجر أبقاه الله تعالى لنفسه الكريمة:
أطيل الملال لمن لامني ... وأملأ في الروض كأس الطلا
وأهوى الملاهي وطيب الملا ... ذ فها أنا منهمك في الملأ
ومن لفظه لنفسه الكريمة الجناب المجدي بن مكانس:
نزل الطل بكرة ... ونوالي تجددا
والندامى تجمعوا ... فأجلى كاسي على الندا
وقال شهاب الدين بن أبي حجلة:
أمعطل الكاسات عن عشاقها ... يكفيك بالتعطيل عيب عائبا
ذهبت كئوسك بالمدام فقد أرى ... للناس فيما يعشقون مذاهبا
اسم الکتاب : مطالع البدور ومنازل السرور المؤلف : الغزولي الجزء : 1 صفحة : 76