responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مطالع البدور ومنازل السرور المؤلف : الغزولي    الجزء : 1  صفحة : 75
قلت: أحسن ما ضمن هذا العجز الشيخ بدر الدين حسن العربي الشهير بالزعارى:
وبي سامري مربى في عمامة ... قد اكتسب من وجنتيها احمرارها
موردة دارت بوجه كأنما ... تناولها من خده فأدارها
وقال مجير الدين بن تميم مضمنا:
لو كنت شاهدنا وقد جليت لنا ... في كأسها لما انتشى الندماء
لرأيت أحسن ما يرى بزجاجة ... سال النضار بها وقام الماء
وقال صدر الدين بن غنوم:
قم نفترغ بكر المدامة بكرة ... في روضة حسنت وراقت منظرا
فالراح سيف قاطع لهمومنا ... أوما تراه بالحباب مجوهرا
وقال شرف الدين راجح الحلى:
أعجب شيء رأته عيني ... ما بين عود وحقق نائي
زحف سرور بجيش هم ... وقتل خمر بسيف مائي
وقال محيي الدين المغربي حافى رأسه (مولده سنة خمس وثمانين وستمائة، وتوفي سنة اثنتين وستين وسبعمائة) :
لم يتدر بدر الحباب بكأسها ... إلا لصيد بلابل الأرواح
مزحت فأنجزت الذي وعدت به ... من نفخ روح الهوى في الأشباح
وقال الناشئ:
صفت وأحداق نورها بزجاجها ... فكأنما جعلت إناء إنائها
وتكاد أن مزجت لرقة لونها ... تمتاز عند مزاجها من مائها
تزداد من كرم الطباع بقدر ما ... تؤدي به الأزمان من أحزانها
وقال البديع الهمذاني قال ابن خلكان (كانت وفاته سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة مسموما بمدينة هراه) :
وفتيان كأقران الثريا ... على طرق من العيش الرخيم
بساقيهم من الغزلان أحوى ... كأن بطرفه داء الظليم
تنادوا للمدام وعنفوني ... وقالوا هاك حظك من نعيم
فقلت أخاف عقباها ولكن ... أشيعكم إلى باب الجحيم
وقال أبو تمام الطائي (توفي سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة) وفي وفاته ثلاثة أقاويل:
بمدامة تعدو المنا لكئوسها ... حولا على السراء والضراء
راح إذا ما الراح كن مطيعا ... كانت مطايا الشوق في الأحشاء
صعبت وراض المزج يبنى خلقها ... فتعلمت من سنن خلق الماء
حرقاء تلعب بالعقول حبابها ... كتلعب الأفيال بالأسماء
وضعيفة فإذا أصابت فرصة ... فبكت كذلك قدرة الضعفاء
وقال أبو الحسن على بن موسى الغرناطي ضمني وأبا يحيى الكاتب مجلس أنس فتذاكرنا ما قيل في معاقرة الشراب في المشيب فأنشدني لنفسه:
لاموا على حب الصبا والكاسى ... لا بدا زهر المشيب براسي
والغصن أحوج ما يكون لشربه ... أيان يبدو بالأزاهر كاسي
ثم قال هل سمعت في هذا المعنى شيئا لغيري فقلت لا ثم أعلمت حتى عملت فيه وهو معنى غريب قلت:
يلومونني عن شبت في الخمر صلة ... وإنني إذا وافى المشيب بها أحق
إذا شاب رأس الليل بالفجر قريب ... له كئوس الصباء من خمرة الشفق
آخر:
صب في الكاسى عقيق فجرى ... وطفا الدر عليه فسبح
نصب الساقي على حافاتها ... شبك الفضة فاصطاد الفرح
وقال أبو نواس رحمه الله عليه:
يطوف بها ساق أغن يرى له ... على مستدار الأذان صدغا معقربا
إذا عب فيها شارب القرم خلته ... يقبل في داج من الليل كوكبا
وقال ابن المعتز رحمة الله عليه:
قد أظلم الليل يا نديمي ... فاقدح لنا النار بالمدام
كأننا والورى رقود ... نقبل الشمس في الظلام
وقال ابن حمديس المصنفلي رحمة الله عليه:
قم هاتها من كف ذات الوشاح ... فقد نعى الليل بسير الصباح
من قبل أن ترشف شمس الضحى ... ريق الغوادي من ثغور الأقاح
وقال ابن رشد رحمة الله عليه أيضا:
خليل النفس لا تخلى الزجاجا ... إذا بحر الدجى في الجو ماجا
مشعشعة كأن الشمس ألقت ... على أيدي السقاة به محاجا
إذا مريخها اتقد احمرارا ... سكبن المشتري فيه مزاجا
وقال ابن حجاج رحمة الله عليه:
ويحكم يا كهول أو شيوخ الفس ... ق أو يا معاشر الفتيان
اشربوها خمرا مما اقتناها ... آل دير الفنون للقربان
بكئوس كأنها ورق النس ... رين فيها شقائق النعمان
اشربوها وكل إثم عليكم ... إن شربتم بالرطل في ميزان

اسم الکتاب : مطالع البدور ومنازل السرور المؤلف : الغزولي    الجزء : 1  صفحة : 75
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست