responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مطالع البدور ومنازل السرور المؤلف : الغزولي    الجزء : 1  صفحة : 70
ونقلت من خط سيدنا ومولانا الجناب المجدي فضل الله ابن المرحوم الصاحب فخر الدين بن مكانس هذه الرجوزة وسماها عمدة الحرفاء وقدوة الظرفاء من نظم والده سامحه الله تعالى:
هل من فتى ظريف ... معاشر حريف
يسمع من مقالي ... ما يبهر اللآلى
أمنحه وصيته ... سارية سرية
تنير في الدياجى ... كلمعة السراجى
جالبة السراء ... جليلة الأنباء
ماجنة خليعة ... بليغة مطبوعة
رشيقة الألفاظ ... تسهل للحفاظ
جادت بها القريحة ... في معرض النصيحة
أنا الشفيق الناصح ... أنا المجد المازح
اسلك الجماعة ... في طريق الخلاعة
اجد للأكياس ... عهد أبي نواس
أن تبتغي الكرامة ... وتطلب السلامة
اسلك مع الناس الأدب ... تر من الدهر العجب
لن لهم الخطابا ... واعتمد الآدابا
تنل بها الطلابا ... وتسحر الألبابا
البس حلا الخلاعة ... واخلع ردا الرقاعة
ولا تطاول بنشب ... ولا تفاخر بنسب
المرء ابن اليوم ... والعقل زين القوم
ما أروض السياسة ... لحائز الرياسة
إن شئت تلفى محاسنا ... فلا تقل قط أنا
وإن أردت لا تهن ... إذا اؤتمنت لا تخن
العز في الأمانة ... والكيس في الفطانة
القصد باب البركة ... والخرق داعى الهلكة
لا تغضب الجليسا ... لا تسخط الرئيسا
لا تصحب الخسيسا ... لا توحش الأنيسا
لا تكثر العتابا ... تنفر الأصحابا
فكثرة المعاتبة ... تدعو إلى المجانبة
وإن حللت مجلسا ... بين سراة رؤسا
اقصد رضا الجماعة ... وكن غلام الطاعة
داريهم باللطف ... واحذر وبال السخف
لا تلفين كاذبا ... لا تهمل الملاعبا
قرب الندامى يلجى ... للنرد والشطرنج
واختصر السؤالا ... وقلل المقالا
ولا تكن معربدا ... ولا بغيضا نكدا
ولا تكن مقداما ... تسطو على المنداما
لا تمسك الأقداحا ... تنغص الأفراحا
لا تقطع الظرافة ... لا تشحذ السلافة
لا تحمل الطعاما ... والنقل والمداما
فذاك في الوليمة ... شناعة عظيمة
لم يرتضيها آدمي ... غير وضيع عادم
وقل من الكلامى ... ما لاق بالمدامى
كرائق الأشعار ... وطيب الأخبار
واترك كلام السفلة ... والنكتة المبتذلة
وقالت الأكياسى ... إذا أريق الكاسى
بادره بالمنديل ... في غاية العجيل
فشملة الكرام ... سفنجة المدام
وإن رقدت عندهم ... فلا تشاكل عبدهم
فإن سلمت مرة ... فلا تعد يا عره
لا تأمنن الثانية ... فإن تلك القاضية
والدبدبون احذره حذر ... فإنه إحدى الكبر
فيا لها من فضيحة ... ومحنة قبيحة
فاعلها لا يكرم ... وإن دوى لا يرحم
كم أسكن الترابا ... ذا قوة ذبابا
وكم فتى من ذره ... أصبح مفضي الثقبة
جازوه من جنس العمل ... وصار في الخلق مثل
ليس له من أسى ... كمثل بعض الناس
كفتة تلك شهرة ... ومثلة وعبرة
إياك والتطفيلا ... وشامة الوبيلا
تبالها من محنة ... وثلمة وهجنة
لا تقرب الطاعة ... فإنها دلاعة
ولا تكن مبذولا ... ولا تكن ملولا
وإن دعاك الأخوة ... إلى ارتشاف القهوة
فلا تصقع ذقنكا ... ولا تزرهم بابنكا
ولا بجار الدار ... ولا بشخص طارئ
ولا نجل تألفه ... ولا صديق تصدفه
ولا تقل لمن تحب ... ضيف الكرام يصطحب
فهذه أمثال ... غالبها محال
سيرها الأغراب ... السادة السغاب
قد وضعوها في الورى ... طرا بأولاد الخرا
وإن حللت مشربه ... مع سوقه لا كتبه
فأقلل من المدام ... في مجلس العوام
فكثرة المجون ... نوع من الجنون
والأمر فيه يحتمل ... وكل من شاء فعل
وآخر الأمر الرضى ... وكل مفعول مضى

اسم الکتاب : مطالع البدور ومنازل السرور المؤلف : الغزولي    الجزء : 1  صفحة : 70
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست