responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مطالع البدور ومنازل السرور المؤلف : الغزولي    الجزء : 1  صفحة : 71
فعصبة العوام ... ضرب من الأنعام
وإن صحبت تركى ... فاصبر لأكل السكك
هذا إذا تلطفا ... ولم يكن فيه جفا
وإن يكن ذا عربده ... ونزعة منكدة
يقوم للجلوس ... بالسيف والدبوس
أبشر بقتل القوم ... ونحس ذاك اليوم
فاقبل كلامي واعتمد ... وصيتي واصل وفد
ولا تخالف تندم ... ولا تعزز تعدم
فالشؤم في اللجاج ... والحر لا يلاجى
فهاكها وصية ... تصحبها التحية
يحملها الكرام ... إليك والسلام

الفصل الرابع
في استهدائها واستدعاء الإخوان
كتب ابن العميد إلى بعض أصحابه يستهديه خمرا قد اغتنمت الليلة أطال الله بقاء سيدي ومولاي رقدة عين الدهر وانتهزت فرصة من فرص العمر وانتظمت مع أصحابي كالثريا فإن لم تحفظ علينا ما نحن فيه من النظام بإهدائي المدام عدنا كبنات نعش والسلام.
وقال جحظة البرمكي يستهدي نبيذا (توفي سنة ست وعشرين وثلاثمائة رحمه الله) :
قد زارني اليوم نور عيني ... وكان بالأمس صدّ عني
وليس عندي له نبيذ ... وليس يرضى بذاك مني
فجد علينا بنصف دن ... بربع دن بثلث دنى
لا تنكرن كدني وشحتي ... فإنني شاعر مغني
حالا لو خافا مليكا ... إذا لكدي بكل فن
وكتب عبد الرحيم بن أحمد القاريس خوى إلى أخيه الأكبر:
بلغ جمال الدين عبد الواحد ... صدر الأنام الماجد بن الماجد
برد الهوا زاد في قلبي الهوى ... فانعم علي بقلب ضد البارد
وأنشدني الصاحب المرحوم فخر الدين بن مكانس من لفظه لنفسه:
براح ورمان بعثت إليكم ... وبسر وتفاح تضوع كالند
كما حليت بكر على الشرب ناهد ... مقمعة الأطراف قانية الخد
الاستدعاء قال بعضهم:
تفضل بحق الكأس والراح والهوى ... وترجيل أصداغ غدون على خد
وكن غير مأمور جواب كتابنا ... ولا توحشنا بالتعلل والوعد
ولآخر:
جعلت فداك قد حضر الطعام ... وضجت من تأخرك المدام
فإما جئتنا عجلا وإلا ... أخذنا في اغتيابك والسلام
وكتب أحمد بن يوسف إلى صديق له هذا يوم رقت حواشيه وبدت تباشير الحبور فيه والمرء بأخيه كبير وبمساعدته جدير وأنت قطب السرور ونظام الأمور فلا تتأخر عنا فنقل ولا تتفرد منا فنذل.
وقال عبيد الله بن طاهر (توفي سنة ثلاثمائة) :
القدر قد هدرت والدن مبذول ... والروض قد رش والريحان مبلول
وقرت العين قد جاءت بمزهرها ... يصيح في يدها والنائي مشغول
ولا يتم لنا عيش ولا طرب ... حتى نراك فأنت القصد والمسئول
وكل عيش بلا راح ومسمعة ... ولا نديم ولا أنس فتعليل
يوم التلاق قصير كيف طال لنا ... وغيره فيه مع أبعاده طول
وقال آخر نحن في مجلس قد أبت راحته أن تصفو أو تتناولها يمناك وأقسم غناءه لا طاب إن لم تعه أذناك فإما خدود تاريخه فقد احمرت خجلا لإبطائك وأما عيون نرجسه فقد حدقت تأميلا للقائك ونحن لغيبتك كعقد قد ذهبت واسطته وشباب قد أخذت حدته فإذا غابت شمس السماء عنا فلابد أن تدنو شمس الأرض منا فإن رأيت أن تحضر لتتصل الواسطة بالعقد ويحصل بقربك في جنة الخلد فكن إلينا أسرع من السهم إلى ممره والماء إلى مقره.
وقال الوزير أبو القاسم بن السقاط يومنا أعزك الله يوم بقيت شمسه بقناع الغمام وذهبت طاسه بشعاع المدام ونحن في قطار الوسمى في رداء هدى ومن نضير النوار على نضائد النضار ومن نواسم الزهر في لطائم العطر ومن غرر الندمان بين زهر البستان ومن سقاة الكئوس ومعاطي المدام بين مشرقات الشموس وعواطي الأرام فرأيك في مصافحة الأقمار ومنافحة الأنوار واجتلاء غرر الظباء الجواري واتقاء درب الغناء الحجازي موفقا إن شاء الله تعالى.
وقال محمد بن أبي محمد بن الفياض كاتب سيف الدولة بن حمدان وقد أجلتنا يومين وهذا ثالث وأعطيتنا عهدين وكنت الناكث فهل ابتدعت ما أتيت أو كان لك عليه باعث فيا قسيم روحي ويا نسيم صبوحي ها قد آن الغبوق إلا أنه يعز بمرشف شفتيك وكأس عينيك ووالله لا شربت إلا على آس عذارك وورد خديك فابرر قسمي ورد الجواب من فمك إلى فمي.

اسم الکتاب : مطالع البدور ومنازل السرور المؤلف : الغزولي    الجزء : 1  صفحة : 71
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست