responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مطالع البدور ومنازل السرور المؤلف : الغزولي    الجزء : 1  صفحة : 265
وتعذر على السابع مرامه ونبأ به عن بلوغ الإرب مقامه فصعد هو وترب له إلى جبل وثبت في موقفه من لم يكن له بمرافقته قبل فعن له نسر بقوادم شداد ومناسر حداد وخوافي مداد كأنه من نسور لقمن بن عاد تحسبه في السماء ثالث أخويه وتخاله في الفضاء قبته المنسوبة إليه قد حلق كالفقراء رأسه وجعل مما قصر من الدلوق الدكن لباسه واشتمل من الرياش العسلي إزاراً واختار العزلة ولا تجد له إلا في قنن الجبال الشواهق مزار، قد شابت نواصي الليالي وهو لم يثسب ومضت الدهور وهو من الحوادث في معقل أشب:
مليك طيور الأرض شرقاً ومغرباً ... وفي الفلك الأعلى له أخوان
له خال فتاك وحلية ناسك ... وإسراع أقدام وفترة وان
فدنا من مطاره وتوخى ببندقة عنقه فوقع في منقاره فكأنما قد هد منه صخرا توخى أو هدم به بناء مشمخراً ونظر إلى رفيقه مبشراً له بما امتاز به عن فريقه وإذا به قد أظلته عقاب كاسر كأنما قد أظلت صيدا قد أفلت من المناسر إن حطت فسحاب انكشف وان أقامت فكأن قلوب الطير رطبا ويابسا لدى وكرها العناب والحشف بعيدة ما بين المناكب إذا أقطعت لجت في علو كأنما تحاول ثارا عند بعض الكواكب:
ترى الطير والوحش في كفها ... ومنقارها ذا عظام مزاله
فلو أمكن الشمس من خوفها ... إذا طلعت ما تسمت غزاله
فوثب إليها الثامن وثبة ليث وثق من حركاتها بنجاحها ورماها بأول بندقبة فما أخطأ قادمة جناحها فأهوت كعود صرع أو طود صدع قد ذهب بأسها وتذهب بدمها لباسها وكذلك القدر تخادع الجو عن عقابه ويستنزل الأعصم من عقابه فحملها بجناحها المهيض ورفعها بعد الترفع في أوج جوها من الحضيض ونزلا إلى الرفقة جزلين بربح الصفقة فوجد التاسع قد مر به كركي طويل السفار سريع النفار شهى العراق كثير الاغتراب يشتو بمصر ويصيف بالعراق لقوادمه في الجو هفيف ولأديمه لون سماء طرأ محليها غيم خفيف تحن إلى صوته الجوارح وتعجب من قوته الرياح البوارح له شية حمراء في رأسه كوميض جمر تحت رماد أو بقية جرح تحت ضماد أو فص عقيق سفت عنه بقايا ثماد ذو منقار كسنان وعنق كعنان كأنما بنوس على عود من أبنوس:
إذا بدا في أفق مقلعاً ... والجو في الماء تفاويفه
حسبته في لجة مركباً ... رجلاه في الأفق محاذيفه
فصبر عليه حتى جازه مخلباً وعطف عليه مصلباً فخر مضرجاً بدمه وسقط مشرفاً على عدمه ولطالما أفلت لدى الكواسر من أظفار المنون وأصابه القدر بحبة من حماء مسنون فكثر التكبير من أجله وحمله راميه من على وجه الأرض برجله وحاذاه غرنوق حكاه في زيه وقدره وامتاز عنه بسواد رأسه وصدره له ريشتان ممدودتان من رأسه إلى حلقه مفقودتان من أذنه إلى مكان سبقه له من الكراكي أوصافه سوى سواد الصدر والرأس إن شمال رجلا وانبرى قائما ألفيته هيئة برجاس.
فأصغى العاشر له منصتا ورماه ملتفتا فخر كأنه صريع الأشجان أو نزيف بنت الجان فأهوى إلى رجله بيده وأيده وانقض عليه انقضاض الكاسر على صيده وتبعه في المطا رضوغ كأنه من النضار مصبوغ تحسبه عاشقا قد مد صفحته أو بارقاً قد بدت لفحته:
طويلة رجلاه مسودة ... كأنما منقاره خنجر
مثل عجوز رأسها اشمط ... جاءت وفي رقبتها معجر
فاستقبله الحادي عشر ووثب ورماه حين حازاه من كشب فسقط كفارس تقنطر عن جواده أو وامق احتسب حبة فؤاده فحمله بساقه وعدل به إلى زقاقه واقترن به مرزم له في السماء سمى معروف ذو منقار كصدع معطوف كأن رياشه فلق اتصل بشفق أو ماء صاف علق بأطرافه علق له جسم من الثلج على رجلين من نار إذا أقلع ليلا قلت صبح في الدجى نار.
فانتحاه الثاني عشر ميمماً ورماه مصمماً فأصابه في زوره وحصله من فوره وحصل له المحلقة في السماء بسببها وليشكر نعمنا التي أقرت النعم لديه وبسطت في الأرض بالتمكين بين يديه ونوعت له من كرمنا من الخير وخولته فيما تقلدناه من الملك عن سليمان حتى تفقد الطير والله تعالى يجدد سعوده في شطور الصدور تقرا وجوده بها يقرى وعهوده في البطش تارة تريش سهما وتارة تجرد! قرا أن شاء الله تعالى.
نظر رجل إلى رام قصير اليد في صنعته فقعد في مواضع الهدف فقال له ما هذا فقال له لم أر منك مكانا سالما ألا هذا.

اسم الکتاب : مطالع البدور ومنازل السرور المؤلف : الغزولي    الجزء : 1  صفحة : 265
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست