responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مطالع البدور ومنازل السرور المؤلف : الغزولي    الجزء : 1  صفحة : 227
جيده ورديئه: الفيروزج نوعان سبحاني وقبحاني والخالص منه العتيق وهو السبحاني والأجود منه الأزرق الصافي اللون المشرق الصفا الشديد اللمعان المستوي الصبغ وأكثر ما يكون فصوصاً وذكر الكندي أنه رأى حجراً زنته أوقية ونصف، خواصه في نفسه منها أنه حجر يصفو لونه في صفاء الجو ويكدر مع كدورته وذكر أرسطاطاليس أن كل حجر يستحيل عن لونه فهو رديء للابسه ومنها أنه إذا أصابه شيء من الدهن أفسد حسنه وغير لونه وكذلك العرق يفسده ويطفئ لونه بالكلية وكذلك المسك إذا باشره أبطل لونه وأذهب حسنه.
خواصه ومنافعه: منها أنه يجلو البصر بالنظر إليه ومنها أنه ينفع العيون إذا سحق في الأكحال ومنها إذا سحق وشرب نفع من لدغ العقارب وطبيعته البرد واليبوسة.
العقيق: حار يابس وفيه ثلاث خصال من الخواص: الأولى: أنه من تقلد بالأحمر منه الشديد سكنت روعته عند الخصام.
الثانية: أنه من تختم بالنوع الثاني منه وهو الذي لونه لون ماء اللحم إذا ألقي فيه الملح وفيه خطوط بيض قطع عن حامله نزف الدم عن أي موضع كان من الجسد ولاسيما النساء اللواتي يدوم طمثهن.
الثالثة: أنه إذا استيك به من أي أنواعه اتفق أذهب عن الأسنان صداها وبيضها وأذهب الحفر ومنع الأسنان أن يخرج من أصولها الدم.
ظرائف تليق بهذا المكان: قال بعض الفضلاء ممن يعتمد على قوله من تمذهب للشافعي وقرأ لأبي عمر ولبس البياض وتختم بالعقيق وحفظ قصيدة ابن زريق البغدادي فقد استكمل الظرف ومما سمع عنه قيل إن خاتمه ما وجد في إصبع قتيل.
وقيل:
وما أحسن استخدام فيه ... عج بالعقيق فمدمعي يحكيه
وقال الشيخ جمال الدين بن نباتة:
لا تسل عن حديث دمعي لما ... ظعن الركب واستقل الفريق
لونته وأمطرته دموعي ... جرى منه الوادي وسال العقيق
وقال صدر الدين بن عبد الحق:
اذكرها الغضا ولذيذ عيش ... تقضي بالعقيق دوين سلع
فقالت ما الغضا فأجبت قلبي ... وقالت ما العقيق فقلت دمعي
وأنشدني الشيخ تقي الدين بن حجة من قصيدة بنوبة أولها:
شدت بكم العشاق لما ترنموا ... فغنوا وقد طاب المقام وزمزم
وضاع شذاكم بين سلع وحاجر ... فكان دليل الظاعنين إليكم
وجزتم بوادي الجزع والتوى ... على خذه بالنبت صدغ متمتم
ولما روى أخبار نشر ثغوركم ... أراك الحمى جاء الهوى يتنسم
ومنها في المديح الشريف:
فيا ساكني واد العقيق بأحمد ... خواتم خير قد أتت فختموا
وهذه القصيدة كلها غرر فسح الله في وجود قائلها وأنالنا شفاعة ممدوحها صلى الله عليه وسلم وكيف لا تكون غرة وهو القائل فيها:
نبي غدا في جبهة الدهر غرّة ... بسبته البيضاء والشرك أدهم
وروضة حسن في ربيع لنا بدت ... ومنبتها البيت العتيق المحرم
له النسب الأعلى فيا مادح الورى ... إذا كان مدح فالنسيب المقدم
ويا من غدا في حب زينب هائماً ... وكان له عند الرباب ترنم
بحب ابن عبد الله أولى فإنه ... به يبدأ الذكر الجميل ويختم
تأمل ما أحسن هذا التضمين: اليشم واليشب: حجران فضيان وكيانهما قريب بعضه من بعض ويتكونان من أبخرة مقصرة على كيان الفضة على ما تقدم القول فيما سلف، معدنه الذي يتكون فيه كاشغر ومنه يجلب إلى البلاد وكاشغر بين الصين وغزنة مسيرة نيف وعشرين يوماً من غزنة إلى جهة الشمال لسانهم تركي.
جيده ورديئه: اليشم نوعان أحدهما أبيض والآخر أصفر كلون العاج العتيق ويقال إن هذا هو الخالص.

اسم الکتاب : مطالع البدور ومنازل السرور المؤلف : الغزولي    الجزء : 1  صفحة : 227
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست