اسم الکتاب : مطالع البدور ومنازل السرور المؤلف : الغزولي الجزء : 1 صفحة : 228
خواصه ومنافعه من خواصه ومنافعه في نفسه إذا لفت عليه شعرة من شعر الإنسان ثم وضع في النار لم يحترق الشعر وكثير من المحرفين في بلاد العجم يحملونه ويفعلون به ذلك ويدعون أنه من شعر النبي صلى الله عليه وسلم فيوهمون العوام بذلك وبهذه الخاصية يختبر الخالص من هذا الحجر ممن سواه ومن خواصه ومنافعه أن الصاعقة لا تقع عليه وعلى من حمله البتة وقد أخبرني ثقات من العجم أنهم شاهدوا ذلك ببلاد العجم حيث تقع الصواعق كثيراً فبنوا في القلعة منارة وعلوا فيها هذا الحجر فترى الصواعق نازلة من السماء تحيد عن موضع الحجر إلى سائر الجهات البعيدة عنه ويقال إن من تختم له قطع عنه كثرة الاحتلام ومن خواصه ما ذكر جالينوس في الأدوية المفردة أنه ينفع من وجع المعدة بالتعليق عليه من خارج.
البلور: معدنه الذي يتكون فيه ما يوجد بتربة العرب بالحجاز الشريف على ساكنه أفضل الصلاة والسلام وهو أجوده ومنه ما يؤتى به من الصين وهو دون العربي ومنه ما يكون ببلاد إفرنجة وهو جيد أيضاً ومنه معادن بناحية أرمينية يميل إلى الصفرة الزجاجية كأنه مطبوخ بالنار وقد ظهر منه بهذا التاريخ معدن بالمغرب الأقصى بمقربة من مراكش حاضرة الغرب نقي اللون إلا أن فيه تشعيراً وهو كثير عندهم حتى فرش منه ملك المغرب مجلساً كبيراً أرضاً وحيطانا.
جيده ورديئه: أجوده أنقاه وأصفاه وأشفه وأبيضه وأسلمه من التشعير فإن كان مع ذلك كبير الجرمانية كان أو غير آنية كان الغاية في نوعه قال التيفاشي أخبرت أن تاجراً من تجار الإفرنجة أهدى إلى ملك من ملوك المغرب قبة من البلور قطعتين يجلس فيها أربع نفر ورأيت منه صورة ديك مخروطاً إذا صب فيه الشراب ظهر لونه في أظفار الديك ورؤوس أجنحته صنعة بلاد الإفرنجة ويصنع منه كل عجيب من الأواني وقال الكندي إن في البلور قطعاً يخرج في القطعة منها من المعدن أكثر من مائة من قال التيفاشي وأخبرني غير واحد من أهل غزنة بنقل متفق على صحته أن بالقرب منها بينها وبين كاشغر بمسيرة ثلاثة عشر يوما وادياً بين جبلي ذلك الوادي طريق موصل إلى كاشغر والجبلان اللذان على الوادي من جهته بلور خالص يقطع في الليل لأن أشعته إذا طلعت عليه الشمس تمنع العمل فيه بالنهار ويصنع منه خواب للماء في كاشغر وغزنة وأخبرني من كان متصلاً بشهاب الدين الغوري ملك غزنة أنه رأى في قصره أربعة خوابي للماء كل خابية تحمل ثلاث روايا ماء من روايا الجمال جميعها على محمل يصعد منها إليها من بلور كل واحد من محمل ثلاث قناطير إلى أربعة.
خواصه في نفسه: أنه يذوب كما يذوب الزجاج ويقبل الصبغ ومنها أنه يستقبل به الشمس ثم ينظر إلى موضع الشعاع الذي قد خرج من الحجر فيستقبل به خرقة سوداء فتحترق وتوجد فيها النار.
خاصيته في منفعته من علق عليه لم ير منام سوء تم ذلك.
ذكر القاضي شهاب الدين بن فضل الله العمري في تاريخه الذي سماه مسالك الأبصار أن شخصاً من بعض التجار في أصناف الجوهر يجهز كل سنة مماليكه وجماعة إلى المغاص ليغوصوا على اللؤلؤ في الوقت المعتاد وهو في شهرين في السنة فاتفق أنه أنفذ جميع ما يملكه في ذلك ولم يحصل على طائل ولم يطلع له شيء وافتقر ولم يبق له ما يجهز به إلى المغاص فطلب من امرأته معضدة كانت في عضدها ذهبا فقالت له يا هذا تعمل لك بهذه المعضدة حرفة غير ما أنت فيه من اللؤلؤ فقال ما أرجع عن صنفي ومتجري وتجهز هو بنفسه في جماعة إلى المغاص فغاصوا له في الوقت المعتاد إلى اليوم التاسع والخمسين فلم يطلع له شيء إلى آخر النهار طلعت درة ما لها قيمة فأحضروها إليه وقالوا له هذه غصنى على اسم إبليس وقد رد الله عليك جميع ما أنفقته فاستدعى بحجرين ووضعها بينهما إلى أن عدمها وكسرها ثم رمى بها في البحر فلامه الحاضرون رفقاؤه التجار على ما فعل وقالوا: قطعة مثل هذه تقع لك وما عندك مثلها تعدمها فقال: هذه القطعة ما أنتفع به ولا أجد لها بركة ويجيء كل من يأتي بعدي يقتدي بفعلي ويغوصون له على اسم إبليس ويبقى على أثم ذلك إلى يوم القيامة اذهبوا وغوصوا على اسم الله عز وجل فأصبحوا تمام الستين يوماً غاصوا له على اسم الله فطلعت لهم الدرة اليتيمة فوجه بها إلى الخليفة ببغداد هو ذاك المقتدر فابتاعها عليه بثلاثمائة ألف درهم وحسن حاله ببركة اسم الله عز وجل. انتهى ذلك والله أعلم.
اسم الکتاب : مطالع البدور ومنازل السرور المؤلف : الغزولي الجزء : 1 صفحة : 228