responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مطالع البدور ومنازل السرور المؤلف : الغزولي    الجزء : 1  صفحة : 117
ولبعضهم يذم صوت مغن:
أنك لو أصغيت يوما إلى ... الحانة تلك المقادير
لخلت في الحلق أمراء جالسا ... يعرك أذان السنانير
ولآخر في المعنى قال:
أنك لو تسمع الحانة ... تلك اللواتي ليس يعدوها
لخلت من داخل حلقومه ... موسوسا يخنق معتوها
ولآخر:
ومغن أن تغني ... أوسع الندمان هما
أحسن الفتيان حالا ... كل من كان أصما
وقال المصيصى الخياط:
وإذا تربع لا تربع بعدها ... وغدا يحرك عوده متقاعسا
فكأنه جرذان المدينة كلها ... في عوده يقرضن خبزا يابسا
وقال آخر وأجاد:
قلت إذ غنى عراقا ... ليتنا في أصفهاني
وقال آخر:
غنى أبو الفضل فقلنا له ... سبحان مخليه من الفضل
غناؤه حد على شربه ... فأشرب فأنت اليوم في حل
وقال آخر وأجاد:
ومغني يتغنى ... أذهب اللذات عنا
فسألناه سكوتا ... فأبي ذاك وغنى
فشتمناه فغنى ... فاشتقي القواد منا
وقال آخر في مغن بالرباب:
لا تبعثوا بسوى المهذب جعفر ... فالشيخ في كل الأمور مهذب
طورا يغني بالرباب وتارة ... يأتي على يده الرباب وزينب
وقال سيف الدين المشد يهجو عوادا:
عواد قد طمست عينه ... فصار بالتصحيف قوادا
ما كاد إلا لقيادته ... لا لأجل ذا أصبح قوادا
قلت: وان كان حصل له عمى فأحسن.
وأنشدني المرحوم فخر الدين بن مكانس قال أنشدني من لفظه لنفسه صاحبنا شمس الدين محمد الواسطي يهجو عوادا وزامرا:
شبهت ذا العواد والزامر إذ ... ضاقت علينا بهم المناهج
يعقوب يضرب وهو ساكت ... وأرقم ينفخ وهو خارج
ولا بأس من إيراد نبذة من حكايات الحذاق في الغناء: قال إسحاق بن إبراهيم الموصلي بعث إلى المأمون يوما وبين يديه ثماني عشرة مغنية تسع عن اليمين وتسع عن شماله وعنده إبراهيم بن المهدي فقال كيف تسمع يا إسحاق فقلت أسمع يا أمير المؤمنين خطأ فقال لإبراهيم ما تقول يا عم فيما قال؟ قال باطل ما ههنا خطأ ولكنه يريد أن يتزيد عندك فقلت له أتأذن لي أن أقفه على الخطأ وأناظره فيه قال نعم قلت على أنه سيدي وأنا عبده أو على الأنصاف قال بل على الأنصاف قلت يؤمرون الجواري أن يغنين الصوت الذي غنينه أولا فغنين ثم قلت له أفهمت الخطأ قال لا قلت فأني ألقي عنك النصف والخطأ في التسع البواقي اللواتي عن الجانب الأيسر قال فتفهم وقال ما أسمع خطأ قلت فأني أخفف عنك أيضاً هؤلاء الأربع الأواخر فاجتهد في التفهم وقال ما ههنا خطأ قلت فإنه في آخر الجواري كلهن فتفهم فلم يقف عليه فقلت للجارية أضربي وحدك وأمسكن البواقي وغنت فقلت ما ترى فقال بل الخطأ ههنا فقال المأمون أحسنت فيهم الخطأ بين أثنين وسبعين وترا ولم تفهمه أنت إلا من أربعة.
وقال أحمد بن المرزبان حدثني بعض كتاب السلطان أن الرشيد هب ليلة من نومه فدعا بحمار كان يركبه في القصر أسود فركبه وخرج في دراعة متلمثا بعمامة متلفحا بازار وشى وبين يديه أربعمائة خادم سود سوى الفراشين وكان مسرور العوغاني جريئا عليه لمكانة كانت له عنده فلما خرج من باب القصر قال له أين تريد يا أمير المؤمنين في هذه الساعة قال أردت منزل إبراهيم الموصلي قال مسرور فمضيت معه حتى انتهى إلى منزل الموصلي فخرج فتلقاه وقبل حافر حماره وقال له أمير المؤمنين أفي مثل هذه الساعة تظهر قال نعم شوق طرفك بي ثم نزل في طرف الإيوان وأجلس إبراهيم فقال إبراهيم يا سيدي أنبسط لشيء تأكله قال نعم (حاميرطي) فأتى به كأنما كان عنده معدا له فأصاب منه شيئاً يسيرا ثم دعا بشراب حمل معه فقال الموصلي يا سيدي أغنيك أم تغنيك إماؤك فقال بل الجواري فخرجن جواري إبراهيم فأخذن صدر الإيوان وجانبيه فقال أيضربن كلهن أم واحدة واحدة فقال بل يضربن اثنتان اثنتان وتغني واحدة واحدة ففعل ذلك حتى مر صدر الإيوان وأخذ جانبيه والرشيد يسمع ولا ينصت لشيء من غنائهن إلى أن غنته صبية من حاشية الصفة:
يا موري الزند قد أعيت قوادحه ... اقبس إذا شئت من قلبي بمقياس
ما أقبح الناس في عيني وأسمجهم ... إذا نظرت فلم أبصرك في الناس

اسم الکتاب : مطالع البدور ومنازل السرور المؤلف : الغزولي    الجزء : 1  صفحة : 117
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست