responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مطالع البدور ومنازل السرور المؤلف : الغزولي    الجزء : 1  صفحة : 116
وممن برع في الألحان وعلمها أبو عامر محمد بن الجمارة الغرناطي أشتهر عنه أنه كان يعمد إلى الشعر فيقطع العود بيده ثم يصنع منه عود الغناء وينظم الشعر ويلحنه ويغني به، ومن شعره قوله
إذا ظن وكرى مقتلي طائر الكرى ... رأى هدبها فارتاع خوف الحبائل
ذكر هذا الأديب نور الدين علي بن سعد في كتابه المعرب في حلي المغرب.
وقال سيف الدين المشد:
ومطرب قد رأينا في أنامله ... سبابة لسرور النفس أهلها
كأنه عاشق وافت حبيبته ... فضمها بيديه ثم قبلها
وقال محي الدين بن قرناص:
مشبب بجفاه راح يقتلنا ... فإن تداركنا بالنفخ أحيانا
هويت تشبيها من قبل رؤيته ... والأذن تعشق قبل العين أحيانا
وقال محي الدين بن عبد الظاهر:
وناطقة بالروح عن أمر ربها ... تعبر عما عندنا وتترجم
سكتنا وقال للقلوب فأطربت ... فنحن سكوت والهوى يتكلم
وقال الشيخ بدر الدين ابن الصاحب:
أطربنا مشبب من غير جعل سأله ... بأحسن موصول له لم يفتقر إلى صله
وظرف في قوله أيضاً وإن لم يكن في المعنى:
يا مهدي الاقصاب من سكر ... صفرا حكى سمر القنا طولها
إياك أن تقطعها ساعة ... فأطيب الاقصاب موصولها
ومن ذلك قول الشيخ جمال الدين بن نباتة:
أصغ لما قال أحور فهنا ... وخل قبل اليوم ما قيلا
واسمع مقاطيعا لنا أطربت ... فلا تقل إلا مواصيلا
وقال إبراهيم المعمار:
مشبب أبدى لنا ... قولا بنغمته الشهيه
متعاتم فكأنه ... متكلم بالفارسيه
وقال زين الدين بن عبد الله مضمنا:
ونائحة صفراء تنطق عن هوى ... فتعرب عما في الضمير وتخبر
براها الهوى والوجد حتى أعادها ... أنابيب في أجوافها الريح تصفر
وقال صلاح الدين الصفدي:
لي مطرب كملت جميع صفاته ... متأدب الحركات والتسكين
فإذا دعاه لمجلس حرفاؤه ... يأتي ويجلس فيه بالقانون
وقال صلاح الدين بن الشهيد:
غنى على القانون حتى غدا ... من طرب يهتز عطف الجليس
فحنت الأرواح من شدوه ... إلى أنيس يا له من أنيس
داوى قلوبا من غليل الأسى ... وكان فيه حوله رسيس
فصاحت الجلاس عجابه ... يا صاحب القانون أنت الرئيس
وقال الشيخ صلاح الدين الصفدي أنشدني القاضي جمال الدين عبد القاهرة التبريزي لنفسه ملغزا في الشبابة:
وناطقة بأفواه ثمان ... تميل بعقل ذي اللب العفيف
لكل فم لسان مستعان ... يخالف بين تقطيع الحروف
يخاطبنا بلفظ لا يعيه ... سوى من كان ذا طبع لطيف
فصيحة عاشق ونديم راع ... وعزه موكب ومدام صوف
وقال الشيخ علاء الدين علي بن أيبك من لفظه لنفسه في مغن معذر (توفي المذكور سنة إحدى وثمان مائة) :
منمم العارض غنى لنا ... أشياء بالسمع حلا ذوقها
كأنما في فيه قمرية ... تشدو ومن عارضه طوقها
نادرة: شهد على امرأة أربعة بالزنا وكان فيهم مغن فقال له الوالي بم تشهد قال أشهد أني رأيته قد رفع رجليها مثل البنجك وبحر حتى كأنه يغني وجعل مضرابه على التم وجعلت أسته ترقص ولا أدري أتم الصوت أم لا.
فصل: فيما ورد في ذم الغناء كتب البديع الهمذاني إلى تلميذ له توفي أبوه وخلف له مالاً مولاى ذلك المسموع من العود يسميه الجاهل نقرا ويسميه العاقل فقرا وذلك الخارج من الناي هو في الآذان زمر وغدا في الأبواب سمر والعمر مع هذه الآلات ساعة والقناطر في هذا العمل بضاعة.
وطلب بعض المغنيين حائزة من بعض المحصلين فقال له المملوك أعلم أن المال روح والغناء ريح ولست اشتري الريح بالروح.
ومما ورد من النظم في ذم المتحلفين من أهلها: حكى بعضهم أن بعض الفلاسفة خرج مع تلميذه فسمع صوت عود فقال لتلميذه امض بنا هذا المغنى لعله يفيدنا صورة شريفة فلما قربا منه سمعا رديئا وتأليفا غير متقن فقال لتلميذه تزعم أهل الكهانة والرجز أن صوت البومة على موت الإنسان فإن كان ذلك حقاً فصوت هذا يدل على موت البومة.
ولبعضهم يهجو مغنيا:
كنت في مجلس فقال مغن ال? ... قوم كم بيننا وبين الشتاء
فشبرت البساط منى إليه ... قلت هذا المقدار قبل الغناء

اسم الکتاب : مطالع البدور ومنازل السرور المؤلف : الغزولي    الجزء : 1  صفحة : 116
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست