responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مطالع البدور ومنازل السرور المؤلف : الغزولي    الجزء : 1  صفحة : 100
فكشفت المقنعة عن رأسي وكبرت تكبيرة عظيمة فقلت عنا والله عفى أمير المؤمنين فقال لا بأس عليك يا عم فقلت يا أمير المؤمنين ذنبي عظيم أعظم من أن أتفوه معه بعذر وعفوك أعظم من أنطق معه بشكر ولكن أقول:
أن الذي خلق المكارم حازها ... في صلب آدم والإمام الشافعي
ملئت قلوب الناس منك مهابة ... وتظل تكلؤهم بقلب خاشع
فعفوت عمن لم يكن عن مثله ... عفو ولم يشفع إليك بشافع
ورحمت أطفالا كأفراخ القطا ... وحنين والدة بقلب جازع
رد الحياة على بعد ذهابها ... كرم الملك العادل المتواضع
فقال لي المأمون لا تثريب عليك اليوم قد عفوت عنك ورددت عليك ضياعك فقلت رددت مالي ولم تبخل على به وقبل ردك مالي قد رددت دمي:
نأيت عنك وقد خولتني نعما ... هما الحياتان من الموت ومن عدم
فلو بذلت دمي أبغي رضاك به ... والمال حتى أسل النعل من قدم
ما كان ذاك سوى عارية رجعت ... إليك لو لم تعدها كنت لم تلم
وأن جحدتك ما أوليت من نعم ... أني إلى اللؤم أولى منك بالكرم
فقال المأمون أن من الكلام كلاما كالدر وهذا منه وأمر لإبراهيم بمال وخلع عليه وقال يا إبراهيم أن أبا إسحاق وأبا العباس أشارا بقتلك فقلت أنهما نصحا لك يا أمير المؤمنين ولكن أبيت إلا ما أنت أهله ودفعت عني ما خفت بما رجوت فقال المأمون قد مات حقدي عليك بحيات عذرك وعفوي عنك وأعظم من عفوي عنك أني لم أجرعك مرار امتنان النافعين ثم سجد المأمون طويلا ثم رفع رأسه وقال يا إبراهيم أتدري لم سجدت فقلت شكر الله الذي أظفرك بعدوك وعدو دولتك فقال ما أردت هذا ولكن شكرا الله على ما ألهمني من العفو عن مثلك فحدثني الآن حديثك فشرحت لهى صورة أمري وما جرى لي مع الحجام والجندي والمرأة والمولاة التي أسلمتني فأمر المأمون بإحضارها وهي في دارها تنتظر الجائزة فقال لها ما حملك على فعلت مع أنعامه عليك فقالت رغبة في المال فقال لها هل لك من ولد أو زوج فقالت لا فأمر بضربها مائة سوط وخلدها في السجن ثم قال أحضروا الجندي وامرأته والمزين فأحضروا فسأل الجندي عن السبب الذي حمله على ما فعل فقال الرغبة في المال فقال المأمون أنت أولى أن تكون حجاما من أن تكون من أوليائنا ووكل به يلزمه الجلوس في دكان الحجام ليتعلم الحجامة واستخدم زوجته قهرمانة في قصر وقال هذه امرأة عاقلة أديبة تصح للمهمات ثم قال للحجام لقد ظهر من مروءتك ما يجب معه المحافظة عليه وسلم إليه دار الجندي ودابته وخلع عليه وأثبته برزقه وزيادة ألف دينار في كل سنة ولم يزل بخير إلى أن مات.

الليلة السادسة
قال الأمير بدر الدين يوسف المهمندار ابن الأمير سيف الدين أبي المعالي ابن رماح المعروف بمهمندار العرب حكى لي الأمير شجاع الدين محمد الشرزي متولي القاهرة في الأيام الكاملية سنة ثلاثين وستمائة قال بينما أنا عند رجل ببعض بلاد الصعيد فضيفنا وأكرمنا وكان الرجل أسمر شديد السمرة وهو شيخ كبير وحضر له أولاده حسان فيهم صفاء لون فقلنا يا فلان هؤلاء أولاد بيض وأنت شديد السمرة فقال هؤلاء أمهم فرنجية أخذتها في أيام الملك الناصر صلاح الدين وأنا شاب نوبة حطين فقلنا وكيف أخذتها فقال لها حديث عجيب فقلت أتحفنا به فقال:

اسم الکتاب : مطالع البدور ومنازل السرور المؤلف : الغزولي    الجزء : 1  صفحة : 100
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست