اسم الکتاب : الاتجاهات الفكرية لجمعية العلماء والطرق الصوفية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 373
واكتضّت
رحابه.. شرع الحافظي في إعادة
سرد الآيات , وفي تلك الأثناء سمعنا صوتا من سدّة المسجد: ( فاقوا )، فدخلت أوجه
الشيعة المُتهلّلة وشيخهم في طور الاصفرار وانكشف لهم ما وراء السّتار وذهل
الحافظي، فأشير
عليه بالتّمادي وما كاد يفوه بكلمات بعد سرد الآيات حتّى ارتفعت الأصوات بالسّخط
عليه وعلى شيخه العليوي من كلّ جانب وأُسمع أيضا ألفاظا بذيئة.. وفي الحال نادى
مناد أيّها النّاس الخروج الخروج فائتمروا مُبادرين وتجمهروا بصحن المسجد وخارجه
محيطين به من كلّ جانب وعلا الضجيج: (أخرجوه أخرجوه أخرجوا الحافظي أخرجوا
بائع الذّمّة أخرجوا نصير العليوي وخديمه), عند ذاك شاهد الموت الأحمر بعينيه
فانقلب فرحه ترحا وسروره غمّا وصار يُفكّر في الخروج من هذا المأزق وإلى أين
الفرار وكيف النّجاة فبادر العليويون إلى الكوميساريّة وأعوانها.. وبقي مُختفيا
بالمسجد هُنيهة حتّى قدم بعض الأعوان مع رئيسهم فأخرج محروسا بهم تعلوه الكآبة
مُنتقع اللّون مُرتجف الفؤاد, وما تخطّى باب المسجد حتّى دخل في دور الطّماطم
والبيض وحتّى الهندي رغما عن كونه مُحاطا بالأعوان ودفاعهم , ولنكتف عن ما وراء
هذا بما نشرته الصّحف الفرنسويّة والعربيّة.. وبعد فراره في سيّارة أحضرت لهذا
المهم.. فأمطرت عليها حجارة من سجّيل وكثر الصّياح والضّجيج حولها مُدّة سيرها إلى
فرع الزّاوية العليويّة بقي بها مُستترا تحرسه شيعته حتّى أتاه على السّاعة
الحادية أو الثّانية عشرة ليلا أمر
اسم الکتاب : الاتجاهات الفكرية لجمعية العلماء والطرق الصوفية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 373