اسم الکتاب : الاتجاهات الفكرية لجمعية العلماء والطرق الصوفية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 372
مستوى
أعلى، بخلاف الطرق الصوفية، التي لم تتعد تهم العنف فيها أفرادا من العامة، من دون
أن يتبناها شيوخ الطرق أو يهتموا بها.
بخلاف العنف الذي مارسه
بعض رجال الجمعية أو عوامها، فإنا نجد الجمعية في صحفها الرسمية تتبناه وتشجعه، ووكمثال على
ذلك نسوقه هنا لما نرى من تعتيم عليه من المتحدثين عن الجمعية ومآثرها ما حدث
للشيخ الحافظي بعد خروجه
من الجمعية، أو طرده منها، فقد ذهب إلى عنابة التي كانت معقلا من معاقل الطريقة
العلاوية، وذهب كما يذهب أي رئيس جمعية أو حزب إلى المؤيدين له، لكنه للأسف قوبل
من المؤيدين الجمعية بما وصفته (صحيفة الصراط) متهكمة في مقالة تحت عنوان رئيسي
يقول: (كيف دخل الحافظي عنابة وكيف
خرج منها)[1]، وتحته
عنوان فرعي يقول (دخلها متشعّب الأطماع عظيم الآمال بين الشّكّ واليقين وخرج منها
مُنكسر الخاطر بخُفّ حُنين)، وتحت هذين العنوانين الممتلئين بالإثارة كتبت تصف ما
حصل بنبرة ممتلئة بالتهكم والسخرة والحقد مقالا طويلا هذا بعض ما جاء فيه: (وما
جاء ضُحى الغد حتّى شاع وذاع أنّ الإذن قد دُبّر له بإلقاء خطاب في الجامع الكبير
فانتشرت شيعة العليوي في البلد لدعوة النّاس فضلا عن إطلاق برّاح , وما طرق هذا
النّبأ أسماع رجال بونة الأحرار وحظرت ساعة الحافظي المُعيّنة
حتّى هرعوا إلى المسجد من كلّ فوج على مُختلف طبقاتهم فغصّت أفنيته
[1] جريدة الصراط
السوي، العدد (05). 26 جمادى الثانية 1352هـ. ص 07.
اسم الکتاب : الاتجاهات الفكرية لجمعية العلماء والطرق الصوفية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 372