اسم الکتاب : الاتجاهات الفكرية لجمعية العلماء والطرق الصوفية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 374
رسمي يقتضي
عدم السّماح له بالمبيت فيها فغادرها حالا غير مأسوف عليه إلى قرية مندوفي قانعا
من الغنيمة بالإياب)[1]
والعجيب أن
الصحيفة الرسمية للجمعية، والتي نقلت هذا الخبر بطريقة ممتلئة بالإثارة، لم تنتبه
إلى أن هؤلاء الذين أخرجوا الحافظي من المسجد،
ومنعوه من الكلام، ورموه بما رموه به لم يكن لأجل أفكار طرحها لم تكن مقبولة
لديهم، فالرجل بمجرد بدئه بقراءة القرآن كمقدمة لحديثه بدأ الإنكار عليه كما تنقل
الصحيفة.
وفي هذا
رسالة واضحة تدعو من خلالها الجمعية إلى عدم سماع الآخر، بل المباردة لطرده ورميه
بالطماطم والبيض والهندي كما فعل بالحافظي، لأن الصحيفة وصفت هؤلاء الذين قاموا
بذلك بكونهم (أحرار عنابة)
ونحن في هذا
الموقف - مع إنكارنا لكثير من الأساليب القمعية التي مارسها المستعمر الفرنسي مع
الشعب الجزائري - إلا أنا لا نستطيع أن ننكر عليه إغلاق مثل هذه الصحيفة الداعية
إلى الفتنة والشغب الذي لا مبرر له.
بل إن
الجمعية في صحفها الرسمية لم تكتفي بتشجيع العنف المحلي، بل راحت تشجع العنف الذي
مارسه الوهابيون، وغيروا على أساسه معالم التاريخ الإسلامي التي كانت محفوظة
لأجيال طويلة في الجزيرة العربية.
فقد ذكر الزاهري في صحيفة الشريعة النبوية، وهي صحيفة
رسمية
[1] جريدة الصراط
السوي، العدد (05). 26 جمادى الثانية 1352هـ. ص 07.
اسم الکتاب : الاتجاهات الفكرية لجمعية العلماء والطرق الصوفية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 374