فقُل لِلَّذي ينهَى عن الوَجد أهلهُ
إذا لَم تذُق معنَى شرابٍ الهَوَى دعنا
إذا اهتزَّت الأرواح شوقاً إِلَى اللقا
ترفصت الأشباح يا جاهلَ المعنَى
أما تنظرُ الطير المقفَّصَ يا فتَى
إذا ذكر الأوطان حنَّ إِلَى المغنَى
يُفَرّجُ بالتغريد ما بِفُؤادهِ
فتضطرِبُ الأعضاءُ فِي الحسّ والمعنَى
ويرقصُ فِي الأقفاصِ شوقاً إِلَى اللقا
فتهتزُّ أربابُ العقولِ إذا غنَى
كذلكَ أرواحُ المُحبِّينَ يا فَتَى
تَهزِّزها الأشواقُ للعالَمِ الأسنَى
أنلزمُها بالصبرِ وهي مشوقةٌ
وهل يستطيع الصبر من شاهد المعنَى
إذا لَم تذُق ما ذاقتِ النَّاسُ فِي الهَوَى
فباللهِ يا خالِي الحشا لا تعنّفنا
وسلّم لنا فيما ادعينا لأننا
إذا غلبت أشواقُنا ربَّما صحنا
وتَهتزُّ عند الإستماع قلوبُنا
إذا لَم نَجد كتم المواجيد صرّحنا
وفِي السرِّ أسرارٌ دقاقٌ لطيفة
تراقُ دمانا جهرةً إن بِها مجنا
فيا حاديَ العشَّاقِ قم واحد قائماً
وزمزم لنا باسم الحبيب وروحنا
وصن سرَّنا فِي سكرنا عن حودنا
وإن أنكرَت عيناك شيئاً فسامحنا
فإنّا إذا طبنا وطنب عقولُنا
وخامَرنا خَمرُ الغَرام تَهتَّكنا
فَلا تلم السَّكران فِي حالِ سُكرهِ
فقد رقع التكليف فِي سُكرِنا عنَّا
وفوق هذا يرددون أشعار الفقيه الصوفي عز الدين بن عبد السلام الذي اعتذر للرقص