اسم الکتاب : الاتجاهات الفكرية لجمعية العلماء والطرق الصوفية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 216
والرثاء وغيرها، لافتقارها إلى الكثير من
القيم التي دعا الإسلام إليها.
في المقابل نجد الأدب الصوفي ثريا
بالمعاني الدينية المهيجة للمشاعر الإيمانية، فمن أغراضه: (الامتداح النبوي -
الشوق إلى الأماكن المقدسة - الأحزاب والأوراد - التوسلات - الحكم - الرسائل
الصوفية (المكاتبات السنية) - الحكايات الكرمية - شعر الزهد - شعر التصوف السني -
شعر التصوف الفلسفي)[1]
وقد كانت تلك المعاني بجماليتها الروحية
سببا مباشرا ومهما في انتشار الفكر والسلوك الصوفي بين الكثير من الفئات الشعبية،
بالإضافة إلى أن شعراء الصوفية في كل بلد استعملوا لغة البلد البسيطة، ليفهمهم
ويستوعب أغراضهم أكبر عدد من الناس.
ففي الطبقات الشعبية الجزائرية وخاصة في
المناطق الغربية - مثلا - نجد أكثر أسماء الشعراء ترددا أسماء صوفية، كمصطفى بن
إبراهيم، والمنداسي، وابن مسايب، وابن خلوف، وابن
سهلة، والزرهوني، وأحمد بن قيطون، وابن يوسف، والخالدي وبطبجي، وابن مصطفى العلاوي، وغيرهم، وكلهم استعملوا الشعر البسيط،
والملحون لإرسال رسائلهم لتلك الفئات البسيطة من المجتمع.
بالإضافة إلى هذا اهتم الصوفية بالغناء
الذي يسمونه سماعا، واهتموا بوضع الألحان المهيجة للمشاعر.
وفوق هذا كله اهتم هذا النوع من التصوف
بالرقص للتعبير عن المواجيد الصوفية، وهم يعتذرون لهذا بما ذكره الشيخ أبو مدين في قوله[2]:
يحرُكنا
ذكر الأحاديث عنكمُ
ولولا هواكُم فِي الحشا ما تَحرَّكنا
[1] نور الهدى الشريف
الكتاني، الأدب الصوفي في المغرب والأندلس في عصر الموحدين، أطروحة دكتوراه، جامعة
محمد الخامس، المغرب 2001، ص 19.