اسم الکتاب : الاتجاهات الفكرية لجمعية العلماء والطرق الصوفية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 211
الحروف إلى
قلبه من الشكل المكتوب أمامه، ثم يعود إلى إغماض عينيه وغيره مما قصصناه) [1]
وذكر الشيخ العربي التبسي أنه أثناء الخلوة يلتزم المريدون بـ
(تحريم أكل اللحوم عليهم أيام إقامتهم بهذا البيت، وتقليل الأغذية من غيرها، حتى
أنه لا يأذن لهم في الأكل إلاّ مرة واحدة في اليوم والليلة تمسك عليهم بقية من
أنفاس الحياة . أما النوم فلا إذن فيه مادام في أحدهم فضل من قوة يكد بها نفسه)
وقد أخبر الشيخ العربي التبسي أنه سأله مخبره عن (الصلوات النوافل التي
جعلت قرة عين سيد العباد، فأجاب بأنه لا يأمرهم بالنوافل)
ثم ذكر الشيخ أنه استخبر
مخبره أن يخبره بما (يرونه في هذه الخلوة مما يسمونه فتحا أو كشفا أو حالا أو
مقاما، فأخذ يذكر لي من ضروب التخيلات، وأنواع المصطنعات ما يتحاشى أقل مخلوق يملك
حشاشة من حياء أن يرضاه لنفسه، فضلا عن أن يعد هذا سيما عباد الله المقربين، ولكن
من يهد الله فهو المهتدي ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا)[2]
بهذا اكتفى الشيخ، والعجب كل العجب من سخريته من
الفتوح التي فتحت على صاحبه في الخلوة، مع أن المعاني الحاصلة فيها معان ذوقية لا
يمكن التعبير عنها باللسان، وحتى المشاهدات في حال حصولها مشاهدات رمزية لا يمكن
وصفها.
وما ذكره الشيخ العربي
التبسي وصفه الشيخ عدة بن تونس في كتابه (الروضة
السنيّة في المآثر العلويّة) ناقلا ما كتبه الشيخ أحمد بن عليوة بقلمه عن كيفية تسليك
المريدين في الخلوة، فذكر أن (السير الغالب الذي كان يعتمده واعتمده أتباعه من
بعده أيضا، هو أن يكلّف المريد بذكر الاسم المفرد مع تشخيص حروفه، حتى ترتسم
الحروف في مخيلته، ثمّ يأمره
[1] جريدة الشهاب، السنة الثالثة، عـدد 118، الخميس 20/10/1927م الموافق 23/ربيع
الثاني/1346هـ، ص 10.
[2] جريدة الشهاب، السنة الثالثة، عـدد 118، الخميس 20/10/1927م الموافق 23/ربيع
الثاني/1346هـ، ص 10.
اسم الکتاب : الاتجاهات الفكرية لجمعية العلماء والطرق الصوفية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 211