اسم الکتاب : الاتجاهات الفكرية لجمعية العلماء والطرق الصوفية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 160
الطبائع، واتصل بحقيقة الحقائق، والمتصوف هو من يطلب هذه
الدرجة بالمجاهدة، ويقوم نفسه في الطلب على معاملاتهم)[1]
وعرفه المحقق الصوفي
الكبير محيي الدين بن عربي شعرا، فقال[2]:
فاعلم أن التصوف تشبيه بخالقنا
لأنه خلق فانظر ترى عجبا
ومثله عرفه الكاشاني في (اصطلاحات الصوفية)،
فقال: (التصوف: هو التخلق بالأخلاق الإلهية)[3]
وأما السهروردي، فقد أورد باباً خاصاً
في كتابه المتداول بكثرة لدى الصوفية (عوارف المعارف) سماه (الباب الخامس في ماهية
التصوف)، وقد ذكر فيه أن أساس التصوف هو الفقر، قال: (فالفقر
كائن في ماهية التصوف وهو أساسه وبه قوامه)، ونقل أقوالاً كثيرة عن صفة هذا
الفقر الصوفي، منها: ما قاله الشبلي حين سئل عن حقيقة الفقر
فقال: (ألا يستغني بشيء دون الحق)، ونقل عن مظفر القرميسني أنه قال: (الفقير
الذي لا يكون له إلي الله حاجة)[4]
بعد هذا فإنا نرى أن سر
الاختلاف في تعريف التصوف، وهو ما نشأ عنه بعد ذلك الاختلاف بين الطرق الصوفية،
هو أن التصوف ليس شيئا واحدا، بل هو أشياء كثيرة[5]،
[5] قد قام إبراهيم البسيوني بتصنيف مجموعة من التعاريف حول التصوف حيث قسمها إلى
ثلاثة أقسام:
القسم الأول: تعاريف تتحدث
عن البداية: التصوف كراهية الدنيا ومحبة المولى عز وجل.
القسم الثاني: يتحدث عن
المجاهدات: التصوف خلق، فمن زاد عليك في الخلق زاد عليك في الصفاء، التصوف أن لا
تملك شيئا وأن لايملكك شيء، التصوف هو قلة الطعام والسكون والفقراء من الناس،
القسم الثالث: فيتحدث عن
المذاقات: التصوف أن تكون مع الله بلا علاقة هو استرسال النفس مع الله على ما يربد
وتوصل في الأخير إلى أن التصوف تيقظ فطري يوجه النفس الصادقة إلى أن تجاهد حتى
تحظى بمذاقات الوصول، فالاتصال بوجود المطلق (انظر: د. إبراهيم البسيوني: نشأة التصوف الإسلامي-دار المعارف-مصر-1969-ص.ص17-24.)
اسم الکتاب : الاتجاهات الفكرية لجمعية العلماء والطرق الصوفية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 160