اسم الکتاب : الاتجاهات الفكرية لجمعية العلماء والطرق الصوفية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 161
ومدارس
مختلفة، وأحيانا متناقضة، ولهذا، فإن الأحرى لمن يريد أن يعرف ماهية التصوف أن
يبحث أولا عن الجماعة التي تتبناه، ويحلل معارفها وسلوكها ليستنبط من خلال ذلك
التعريف المرتبط بها.
وقد أشار إلى هذا ابن
تيمية عندما حلل صوفية عصره،
فقسمهم إلى ثلاثة أقسام، وهي: (صوفية الحقائق، وصوفية الأرزاق،
وصوفية الرسم)، ثم عرف القسم الأول بأنهم من (عِنْدهم حقائق وأحوال
مَعْرُوفَة كَقَوْلِه بَعضهم الصُّوفِي من صفا من الكدر وامتلأ قلبه من الْفِكر
واستوى عِنْده الذَّهَب وَالْحجر والتصوف كتمان السِّرّ وَترك الدَّعَاوَى
وَهَؤُلَاء يشيرون إِلَى معنى الصدْق)[1]
وعرف القسم الثاني
بقوله: (وأما صوفية الأرزاق فهم الذين وقفت عليهم الوقوف كالخوانك،
فلا يشترط في هؤلاء أن يكونوا من أهل الحقائق فإن هذا عزيز، وأكبر أهل الحقائق لا
يتصدون بلوازم الخوانك ولكن يشترط فيهم ثلاثة شروط) ثم ذكرها , وهي: (وجود
العدالة الشرعية فيهم , والتأدب بآداب الشرع , وألا يكون متمسكاً بفضول الدنيا)[2]
وعرف القسم الثالث
بقوله: (وأما صوفية الرسم فهمهم المقتصرون على النسبة، فهمُّم في
اللباس والآداب الوصفية ونحو ذلك)[3]
وهكذا الفخر الرازي، فقد أفرد في كتابه
(اعتقادات فرق المسلمين والمشركين) بابا