اسم الکتاب : العقد التليد في اختصار الدر النضيد = المعيد في أدب المفيد والمستفيد المؤلف : العَلْمَوي الجزء : 1 صفحة : 132
ينمو ولا يزكو؛ كالزرع في أرض بور غير مطيبة، وقال سهل بن عبد الله[1]: حرام على قلب أن يدخله النور وفيه شيء مما يكره الله عز وجل.
ومنها: أن يغتنم التحصيل وقت الفراغ والنشاط[2] وحال الشباب وقوة البدن ونباهة الخاطر، وقلة الشواغل قبل عوارض البطالة وارتفاع المنزلة، روينا عن عمر رضي الله عنه: تفقهوا قبل أن تُسَوَّدوا -أي: تصيروا سادة- فتستحيوا من التعلم[3]، قال الشافعي رضي الله عنه: تفقه قبل أن ترأس، فإذا رأست فلا سبيل إلى التفقه[4]، وجاء في الخبر: مثل الذي يتعلم العلم في صغره كالنقش على الحجر، ومثل الذي يتعلم العلم في كبره كالذي يكتب على الماء[5]، وقال ابن عباس رضي الله عنه: ما أوتي عالم علما إلا وهو شاب[6]، وهذا باعتبار الغالب، وإلا فمن كَبِرَ لا ينبغي له أن يحجم عن الطلب، فإن الفضل واسع والكرم وافر، وقد قال الله تعالى: {وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ} [البقرة: 282] وقال تعالى: {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا} [القصص: 14] وقال تعالى: {فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا} [الشعراء: 21] إلى غير ذلك، وقصة القفال[7] واشتغاله في كبره بالعلم [1] هو أبو محمد، سهل بن عبد الله بن يونس التستري: أحد أئمة الصوفية وعلمائهم، والمتكلمين في علوم الإخلاص والرياضيات، وعيوب الأفعال، توفي في سنة 283هـ. الحلية 10/ 198، والأعلام 3/ 143. [2] تذكرة السامع والمتكلم 70. [3] تذكرة السامع والمتكلم 34. [4] تذكرة السامع والمتكلم 134. [5] مجمع الزوائد 1/ 125، وفيض القدير 5/ 509، وكشف الخفاء 2/ 86، والفردوس بمأثور الخطاب 4/ 135، واللآلي المصنوعة 1/ 102، وتذكرة الموضوعات ص22. [6] المعجم الأوسط 6/ 283، ومجمع الزوائد 1/ 125. [7] هو أبو بكر القفال، عبد الله بن أحمد المروزي: فقيه شافعي، كان وحيد زمانه فقها وزهدا كثير الآثار في مذهب الإمام الشافعي، له "شرح فروع محمد بن الحداد المصري" في الفقه، وكانت صناعته عمل الأقفال قبل أن يشتغل بالفقه، وربما قيل له: "القفال الصغير"؛ للتمييز بينه وبين القفال الشاشي "محمد بن علي"، توفي في سجستان 417هـ. وفيات الأعيان 3/ 46، والسير 17/ 405.
اسم الکتاب : العقد التليد في اختصار الدر النضيد = المعيد في أدب المفيد والمستفيد المؤلف : العَلْمَوي الجزء : 1 صفحة : 132