اسم الکتاب : العقد التليد في اختصار الدر النضيد = المعيد في أدب المفيد والمستفيد المؤلف : العَلْمَوي الجزء : 1 صفحة : 133
مشهورة معلومة مسطورة[1]، فيا هذا احذر التسويف في شبابك والكسل، وسد على كبرك باب الرجاء والأمل، واغتنم ما بقي من عمرك، وما أحسن قول من قال "من البسيط":
بقية العمر عندي ما لها ثمن ... وإن مضى غير محمود من الزمن
يستدرك المرء فيها ما أفات ويحـ ... ـيي ما أمات ويمحو السوء بالحسن
ومنها: أن[2] يقطع ما يقدر عليه من العلائق الشاغلة، والعوائق المانعة عن تمام الطلب وكمال الاجتهاد، ويرضى[3] بما تيسر من القوت، وبما ستر مثله من اللباس وإن كان خلقا، فالبصبر على ضيق العيش ينال سعة العلم، وتنفجر ينابيع الحكمة[4]، قال الشافعي رضي الله عنه: لا يطلب أحد هذا العلم بالملك وعز النفس فيفلح[5]، وقال أيضا: لا يدرك العلم إلا بالصبر على الذل، وقال أيضا: لا يصلح طلب العلم إلا لمفلس[6]، ونقل الخطيب البغدادي[7] عن بعضهم قال: لا ينال هذا العلم إلا من عطل دكانه، وخرب بستانه، وهجر إخوانه، ومات أقرب أهله فلم يشهد جنازته[8]، وهذا كله وإن كان فيه مبالغة فالمقصود [1] وفيات الأعيان 3/ 46، والسير 17/ 406 و407، وطبقات الشافعية الكبرى 5/ 54. [2] تذكرة السامع والمتكلم 70. [3] تذكرة السامع والمتكلم 71. [4] تذكرة السامع والمتكلم 71. [5] تذكرة السامع والمتكلم 71. [6] تذكرة السامع والمتكلم 72. [7] هو أبو بكر، أحمد بن علي بن ثابت البغدادي، المعروف بالخطيب: أحد الحفاظ المؤرخين المتقدمين، مولده في "غُزَيَّة" منتصف الطريق بين الكوفة ومكة، ومنشؤه ووفاته في بغداد، رحل إلى مكة، وسمع بالبصرة والدينور والكوفة وغيرها، وكان فصيح اللهجة، عارفا بالأدب، يقول الشعر، ولوعا بالمطالعة والتأليف، توفي في سنة 463هـ. وفيات الأعيان 1/ 92، 18/ 270. [8] تذكرة السامع والمتكلم 71.
اسم الکتاب : العقد التليد في اختصار الدر النضيد = المعيد في أدب المفيد والمستفيد المؤلف : العَلْمَوي الجزء : 1 صفحة : 133