اسم الکتاب : الشرح المختصر لنظم الورقات المؤلف : الحازمي، أحمد بن عمر الجزء : 1 صفحة : 5
وأول من دونه هو الإمام محمد بن إدريس الشافعى فى كتابه الموسوم بالرساله التى أرسلها للإمام ابن مهدى رحمه الله تعالى فدون علم أصول الفقه على سبيل الإستقلال فأملى فيه رسالته المشهورة تكلم فيها على الأوامر والنواهى والبيان والخبر والنسخ وحكم العلة المنصوصة والقياس وغير ذلك000 وإذا قيل بأن الشافعى هو أول من دون علم أصول الفقه لا يلزم منه نفى علم أصول الفقه عمن سبقه فالنبى صلى الله عليه وسلم كان يعرف ويعلم كيفية إستنباط الأحكام الشرعية من أدلتها ولذلك يذكر الأصوليون مسألة هل النبى صلى الله عليه وسلم يجتهد أولا؟
والمجتهد لا يكون مجتهدا إلا إذا أتقن هذا العلم0 حينئذ نقول على الصحيح النبى صلى الله عليه وسلم يجتهد يجتهد ولا تعارض بين هذا الحكم بأن النبى صلى الله عليه وسلم يجتهد مع قوله تعالى (إن هو إلا وحى يوحى) (وما ينطق عن الهوى إن هوإلا وحى يوحى) نقول يجتهد ويقره الرب جل وعلا فصار ماذا؟ صار شرعا لأنه قد يقال بأن النبى صلى الله عليه وسلم مبلغ عن الله عز وجل (من يطع الرسول فقد أطاع الله) (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك) حينئذ النبى صلى الله عليه وسلم مبلغ كيف تقول إنه يجتهد؟ نقول نعم بجتهد وينظر فى الأدلة ويستنبظ بعض الأحكام الشرعية ثم يقره الله عز وجل فإذا أقره الله تعالى حينئذ صار ماذا؟ صار شرعا منسوبا الى الشرع بل النبى صلى الله عليه وسلم بنفسه فعله أقواله وتقريراته وتركه يعتبر شرعا بنفسه هو دليل كما تقول الكتاب دليل من أدلة إثبات الأحكام الشرعية كذلك النبى صلى الله عليه وسلم بجوهره بنفسه بكلامه بتروكه يعتبر دليلا شرعيا إذا قيل بأن ... الشافعى هو أول من دون علم أصول الفقه لايلزم منه أن يكون النبى صلى الله عليه وسلم لايدرى هذا العلم وكذلك الصحابه كبار الصحابة فقهاء وكانوا يستنبطون ويقفون مع النوازل ويلحقون بها وبإصولها وبقواعدهاالعامة نقول هم كذلك علماء بهذا الفن طيب كيف نجمع بين الأمرين؟ نقول الأصول موجود فى طبائع أهل العلم قبل الشافعي وهو مركوز فى طبائعهم العلم موجود لكن الكلام في ماذا فى إخراجه على الورق وإثباته ولذلك الشافعى رحمه الله تعالى لم يكمل علم أصول الفقه كما هوالشأن عليه عند المتأخرين يعنى التبويب والتقسيم والتعاريف ليست فى الرسالة وإن وضع اللبنة الشافعى رحمه الله تعالى إلا أن من بعده كمل هذا العلم فهو المؤسس وضع اللبنة اللأولى ثم جاء بعد ذلك أهل العلم فبوبوا وترجموا وألفوا إلى آخرما يذكر فى التدوين0
أول من ألفه فى الكتب ... حمد بن شافع المطلبى
وغيره كان له سليقه ... مثل الذى للعرب من خليقه
عربا يعنى لسان العرب قبل أن يحكم النحاة هذا فاعل وهو مرفوع وهذا مفعول به وهو منصوب وهذا حال وهذا تميزوهذه حروف جر الى آخره هذه قواعد ما كانت موجودة عند العرب هل عدم علمهم بهذه القواعد وتدوينها يخرجهم عن كونهم أهل هذا اللسان؟ الجواب لا والحكم واحد
اسم الکتاب : الشرح المختصر لنظم الورقات المؤلف : الحازمي، أحمد بن عمر الجزء : 1 صفحة : 5