responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشرح المختصر لنظم الورقات المؤلف : الحازمي، أحمد بن عمر    الجزء : 1  صفحة : 16
زمن الصحابة رضى الله تعالى عنهم وهذا التفريق يعتبر حادثا 0
والفقه علم كل حكم شرعى ... جاء اجتهادا دون حكم قطعى
إذا عرف لنا الأصل وعرف لنا الفقه, وكل منهما له معنى لغوى ومعنى اصطلاحى, ثم انتقل إلى معرفة الحكم لأنه قال علم كل حكم شرعى ,فما هو الحكم؟ وما هى أقسامه؟ أراد أن يبين لنا فيما سيأتى من البحث وهو بحث مرتب بعضه على بعض ,المراد بقوله (كل حكم شرعى) قال: ـ
والحكم واجب ومندوب وما ... أبيح والمكروه مع ما حرما
مع الصحيح مطلقا والفاسد ... من قاعد فى بعض النسخ من عاقد
وهو أحسن نعم 0
تعرض الناظم للحكم لأنه ذكره فى ماذا؟ ذكره فى حد الفقه ,والفقه علم كل حكم شرعى ,ثم أراد أن يبين لنا حقيقة هذا الحكم ,هو بدأ بتقسيمه ,والصواب أن يحد أولا ثم بعد ذلك يذكر شيئا من أقسامه,
الحكم فى اللغة المنع ومنه قيل للقضاء حكم ,لأنه يمنع من غير المقضى , والحكم هو القضاء ,إذا الحكم فى اللغة المنع ومنه قول جرير: ـ
أبنى حنيفة احكموا سفهاءكم ... إنى أخاف عليكم أن أغضبا
احكموا سفهاءكم يعنى امنعوهم إذا الحكم بعنى المنع ,وأمافى اصطلاح الأصولين فيقال الحكم هو خطاب الله المتعلق بفعل المكلف من حيث إنه مكلف به 0هذا ثلاثة قيود: ـ
أولا: خطاب الله يعنى كلام الله فلا حكم إلا ومصدره كلام الله تعالى
حينئذ أين نضع حكم النبى صلى الله عليه وسلم؟ كما قلنا فى السابق
ماحكم به النبى صلى الله عليه وسلم هوما حكم به الرب جل وعلا
(وما آتاكم الرسول فخذوه) (ومن يطع الرسول فقد أطاع الله)
إذا ليس فيه إخراج لحكم النبى صلى الله عليه وسلم ,لأن الأحكام الشرعية الحلال والحرام منه ماهو مأخوذ من الكتاب فقط وليس فى السنة ذكر له ,ومنه ما هوموجود فى السنة وليس له ذكر فى الكتاب, ومنه ما هو مشترك يعنى نص عليه فى الكتاب القرآن, ونص عليه كذلك فى السنة, حينئذ ماجاء منصوصا عليه فى الكتاب والسنة واضح بين أن خطاب الله دخل فيه خطاب النبى صلى الله عليه وسلم , ولكن ما اختص به بيان السنة ولم يرد ذكره فى الكتاب ,فإذا قيل الحكم هو خطاب الله نقول وكل ما حكم به النبى صلى الله عليه وسلم ,فهو من حكم الله تعالى لأن النبى صلى الله عليه وسلم مبلغ عن الله وهو مأمور بالتبليغ ,كما ذكرنا فى الأية السابقة (ياأيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك) فإذا اجتهد النبى وأقره الرب جل وعلا ,حينئذ يكون منسوبا للرب إذا القيد الأول فى هذا الحكم هوقوله خطاب الله والمراد به كلامه ذو اللفظ والمعنى ,بمعنى أن كلام الله الذى هو القرآن لفظا ومعنى هوالذى يسمى بالخطاب ,والتشريع لايكون إلا من عنده جل وعلا 0

اسم الکتاب : الشرح المختصر لنظم الورقات المؤلف : الحازمي، أحمد بن عمر    الجزء : 1  صفحة : 16
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست