اسم الکتاب : الشرح المختصر لنظم الورقات المؤلف : الحازمي، أحمد بن عمر الجزء : 1 صفحة : 17
الثانى: ـ القيد الثانى قوله (متعلق بفعل المكلف) والمراد بفعل المكلف ما المراد بفعل المكلف؟ الاعتقاد والقول والفعل هو الذى يتعلق به الحكم الشرعى ,لأن الإنسان يفعل يعتقد شيئا فيقال له هذه العقيدة صحيحة أو فاسدة ,إذا تعلق بها حكم شرعى, هذا حلال وهذا حرام ,كذلك يقول قولا فيقال هذا مأمور به وهذا منهى عنه ,كذلك يفعل بجوارحه أفعالا فيقال هذا مأمور وهذا منهى عنه ,إذا الإنسان من حيث هو الإنسان سواءا اعتقد أو قال قولا أوفعل فعلا وهذه المحل الثلاثة هى متعلق حكم الله جل وعلا ,فيأتى خطاب الله تعالى مبينا هذا الاعتقاد مطلوب إيجاده على جهة الإيجاب مثلا أو على جهة الاستحباب, وهذا الاعتقادمطلوب تركه, إما على جهة التحريم أو على جهة الكراهة, إذا المراد بفعل المكلف القول والاعتقاد والعمل 0
ومن هو المكلف هو البالغ العاقل الذاكر غير المكره, وخرج بهذا القيد خطاب الله المتعلق بفعل المكلف0
هل كل كلام الله تعالى فى القرآن متعلق بفعل المكلف تحليلا وتحريما أو شىء متعلق بذات الرب جل وعلا بأسمائه وصفاته وشىء متعلق بالجمادات وشىء متعلق بفعل المكلف؟ هذه الأنواع كلها موجودة فى القرآن (الله لاإله إلا هوالحى القيوم) هذا متعلق بذاته وبأسمائه وبصفاته وبأفعاله وليست متعلقة بفعل المكلف, لأن المراد هنا بالحكم الشرعى كما نص الشرع 0
الحكم واجب ومندوب وما ... أبيح والمكروه مع ما حرما
إذا لابد من إفعل ولاتفعل وقوله تعالى (الله لاإله إلاهوالحىلقيوم) هذامتعلق بذاته حينئذ خرج بقوله المتعلق بفعل المكلف, وخرج بهذا القيد ماتعلق بذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله والجمادات (ويوم نسير الجبال وترى الأرض بارزة) هذا متعلق بالجمادات وليس متعلقا بفعل المكلف ,كذلك إذا تعلق بفعل الإنسان لا على جهة طلب الفعل أوالترك (يعلمون ما تفعلون) تعلق بفعل المكلف لكن من جهة ماذا؟ من جهة الإخبار بأن الحفظة يعلمون فعل المكلف لكن ليس فيه إفعل ولاتفعل ,والمراد بالحكم الشرعى هنا ما فيه إفعل لمرتبتين الواجب والمندوب, ولاتفعل لمرتبتين المحرم والمكروه 0
الثالث: ـ (من حيث إنه مكلف) خرج به ما تعلق بفعل المكلف لامن حيث إنه مكلف به يعنى من حيث المطالبة بإيجاده أو تركه نحو
((يعلمون ما تفعلون)) هذا هو الحكم فى اصطلاح الأصوليين
خطاب الله المتعلق بفعل المكلف من حيث إنه مكلف, فدخل هنا فى قوله من حيث إنه مكلف ,يعنى مطالب بالفعل إيجادا أو تركا ,دخلت فيه الأحكام الخمسة ولذلك بعضهم يعبر هنا بالاقتضاء أو الوضع أو التخيير ,والاقتضاء المراد به الطلب لأن خطاب الله إذا تعلق بفعل المكلف إما أن يتعلق به على جهة الاقتضاء يعنى طلب الفعل أوطلب الترك أو التسوية بين الأمرين , وهذه ثلاثة أنواع من جهة الإجمال: ـ طلب الفعل ,وطلب الترك ,والتخيير بين الأمرين 0
الشريعة كلها متعلقة بفعل المكلف لاتخرج عن هذه القسمة الثلاثية,
اسم الکتاب : الشرح المختصر لنظم الورقات المؤلف : الحازمي، أحمد بن عمر الجزء : 1 صفحة : 17