اسم الکتاب : شرح القواعد والأصول الجامعة المؤلف : الحازمي، أحمد بن عمر الجزء : 1 صفحة : 22
ثانيًا: تسهيل حفظ الفروع، الفروع المسائل الجزئية لا حصر لها، لأنها لا تنتهي، منها المستجدات ما يُسمى بفقه النوازل ما ذكره الفقهاء، لو وجدت ((الزاد))، و ((مختصر خليل)) وهذه ليست هي عين الفقه، بمعنى أن ثَمَّ ما هو ضِعْف هذا الكتاب بل أضعافه لم يُذكر، لماذا؟ لأن بعضها ما يتعلق بجميع المكلفين، وبعضها ما يتعلق ببعض المكلفين، وبعضها يتعلق بالنوادر، وبعضها يتعلق بالنوازل. إذًا: لا يمكن استيعاب جميع الفروع. إذًا: القواعد الفقهية تعين وتسهل حفظ الفروع. قال القرافي: ومن ضبط الفقه بقواعده استغنى عن حفظ أكثر الجزئيات لاندراجها بالكليات.
ثالثًا: فهمها يُطلعه على حقائق الفقه وما آخره. يعني: القواعد الفقهية تُعين على إدراك أسرار الأحكام والتشريع، يعني: تعرف العلة التي من أجلها إذا قلت: [المشقة تجلب التيسير]. حينئذٍ إذا خَفَّفْتَ على هذا الجزئي لكونه مشقةً، إذًا صار علةً، فهمها يطلعه على حقائق الفقه وما آخره، ويمكنه من تخريج الفروع بطريقةٍ سليمةٍ، وخاصةً في المستجدات فقه النوازل. قال السيوطي رحمه الله: إن فن الأشباه والنظائر فنٌ عظيم به يَطَّلِعُ على حقائق الفقه ومداركه ومآخذه وأسراره، ويتمهر في فهمه واستحضاره، ويتقدر على الإلحاق - يعني القياس -، والتخريج ومعرفة أحكام المسائل التي ليست بمذكورة - ليست بمكتوبة، نوازل - والحوادث والوقائع الذي لا تنقضي على مرّ الزمان.
خامسًا: تساعد على إدراك مقاصد الشرعية.
سادسًا: تجنب الفقيه من التناقض والاضطراب، من لا أصول له ليس له فقهٌ، هكذا قال أهل العلم، قال القرافي رحمه الله تعالى - وهذه أحب أن أطيل فيها: هذه القواعد مهمةٌ في الفقه، عظيمة النفع، وبقدر الإحاطة بها يعظم قدر الفقيه ويشرُف. كلما تمكن من هذه القواعد تمكن في باب ... الفقه، وكلما أراد أن يشرف تكون له مكانة وشرف في الفقه فليضبط هذه القواعد، ويظهر رونق الفقه ويُعْرَف وتتضح مناهج الفتاوى وتكشف، فيها تنافس العلماء وتفاضل الفضلاء .. إلى أن قال: ومن جعل يُخَرِّجَ الفروع بالمناسبات الجزئية دون القواعد الكلية تناقضت عليه الفروع واختلفت ". ولا شك - " تناقضت عليه الفروع واختلفت، وتزلزلت خواطره فيها واضطربت، وضاقت نفسه لذلك وقلقت، واحتاج إلى حفظ الجزئيات التي لا تتناهى، وانتهى العمر ولم تقض نفسه من طلب مُنَاهَا، ومن ضبط الفقه بقواعده استغنى عن حفظ أكثر الجزئيات اندراجها بالكليات واتحد عنده ما تناقض عند غيره وتناسب. وهذا ذكره في مقدمة ((الفروق)) الذي يعتبر من الفروق بين جزئيات القواعد.
يقول الزركشي في ((المنثور))، و #1.21.40 ((القواعد)) مقدمته: " إن نظرت الأمور المنتشرة المتعددة في القوانين المتحدة، هو أوعى لحفظها، وأدعى لضبطها، وهي إحدى حِكََم العدد التي وُضِعَ لأجلها، والحكيم إذا أردت التعليم لا بد أن يجمع بين بَيَانِيْ إجمال تتشوق إليه النفس، وتفصيل تسكن إليه ". إذًا: القواعد الفقهية على كلام الزركشي أنه عرضٌ للفقه على جهة الإجمال، يعني: دراسة الفقه لها مرحلتان: دراسة إجمالية، ودراسة تفصيلية.
اسم الکتاب : شرح القواعد والأصول الجامعة المؤلف : الحازمي، أحمد بن عمر الجزء : 1 صفحة : 22