اسم الکتاب : شرح مختصر التحرير للفتوحي المؤلف : الحازمي، أحمد بن عمر الجزء : 1 صفحة : 8
(عَلَى أَفْضَلِ خَلْقِهِ) "أَفْضَلِ": هذا فيه أفعل التفضيل، وهي على بابها؛ لأن غير النبي صلى الله عليه وسلم لا شك أن فيه فضلاً، ولكنه لم يبلغ درجة الأنبياء. الفضل والفضيلة ضد النقص، والنقيصة كذلك، والإفضال هو الإحسان، وأفضل عليه وتفضل بمعنىً، وفضله على غيره تفضيلاً أي: حكم له بذلك أو صيره كذلك.
(خَلْقِهِ) هذا مصدر بمعنى اسم المفعول، يعني: على أفضل مخلوقه، وإذا كان كذلك صار مصدراً، أو نكرة مضافاً إلى معرفة، فيعم عند الأصوليين كما يأتي في موضعه، يعني: على أفضل مخلوقاته، فالإضافة للعموم، وهذا بلا تردد لأحاديث دالة على ذلك، كقوله صلى الله عليه وسلم: {"أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ وَلاَ فَخْرَ"، وَمَا خَصَّهُ اللَّهُ تَعَالَى بِهِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ , فَفِي الدُّنْيَا: كَوْنُهُ بُعِثَ إلَى النَّاسِ كَافَّةً , بِخِلاَفِ غَيْرِهِ مِنْ الأَنْبِيَاءِ , وَقَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم "فُضِّلْت عَلَى مَنْ قَبْلِي بِسِتٍّ وَلاَ فَخْرَ" وَفِي الآخِرَةِ: اخْتِصَاصُهُ بِالشَّفَاعَةِ , وَالأَنْبِيَاءُ تَحْتَ لِوَائِهِ , - سَيِّدُنَا وَمَوْلاَنَا وَخَاتَمُ رُسُلِهِ (مُحَمَّدٌ)}.
(عَلَى أَفْضَلِ خَلْقِهِ مُحَمَّدٍ) بالجر على أنه عطف بيان من قوله: (عَلَى أَفْضَلِ) يكون ماذا؟ عطف بيان، أو بدل، كل ما جاز إعرابه عطف بيان جاز إعرابه بدلاً.
(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) محمد {عَلَمٌ مُشْتَقٌّ مِنْ الْحَمْدِ, مَنْقُولٌ مِنْ التَّحْمِيدِ} أو من اسم مفعول حُمِّد مضعَّف الَّذِي هُوَ فَوْقَ الْحَمْدِ، {أَلْهَمَ اللَّهُ تَعَالَى أَهْلَهُ أَنْ يُسَمُّوهُ بِذَلِكَ , لَمَّا عَلِمَ سُبْحَانَهُ بِمَا فِيهِ مِنْ كَثْرَةِ الْخِصَالِ الْمَحْمُودَةِ}، يعني: لما فيه ما يحمد عليه، أو لكثرة حمده لخالقه جل وعلا، إما هذا أو ذاك.
(مُحَمَّدٍ وَعَلَى وَآلِهِ وَصَحْبِهِ) يعني: والصلاة والسلام على آله، هنا أضافه إلى الضمير بناءً على الصحيح من جوازه، والآل فيه خلاف بين أهل العلم في تفسيره، والصحيح الذي عليه الإمام أحمد رحمه الله تعالى وأكثر الأصحاب أنهم أتباعه على دينه، يعني: من قرابته وغيرهم، ولا يختص بقرابة أو خاصة في هذا الموضع، وعلى هذا فيشمل الصحابة وغيرهم من المؤمنين، والصحيح أنه تجوز إضافته للضمير، {وَالآلُ: اسْمُ جَمْعٍ لاَ وَاحِدَ لَهُ مِنْ لَفْظِهِ}.
(وَآلِهِ وَصَحْبِهِ) يعني: وعلى صحبه، جاء النص بالصلاة على الآل والسلام كذلك، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، جاء النص به، وأما الصحابة فلم يرد ولكن ألحقوهم أهل العلم بناءً على فضلهم ومكانتهم في الدين.
(عَلَى صَحْبِهِ) الصحب: اسم جامع لصاحب، بمعنى الصحابي، ويأتي تفسير الصحابي: وهم الذين لقوا النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنين وماتوا مؤمنين. وعطف الصحب على الآل من باب عطف الخاص على العام، يعني: إذا فسرنا الآل بأتباعه على دينه قلنا: هذا يشمل القرابة وغيرهم، حينئذٍ إذا قيل: وصحبه؛ صار من عطف الخاص على العام.
{وَفِي الْجَمْعِ بَيْنَ الآلِ وَالصَّحْبِ مُخَالَفَةٌ لِلْمُبْتَدِعَةِ؛ لأَنَّهُمْ يُوَالُونَ الآلَ دُونَ الصَّحْبِ}.
اسم الکتاب : شرح مختصر التحرير للفتوحي المؤلف : الحازمي، أحمد بن عمر الجزء : 1 صفحة : 8