responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح مختصر التحرير للفتوحي المؤلف : الحازمي، أحمد بن عمر    الجزء : 1  صفحة : 9
(أَمَّا بَعْدُ: فَهَذَا مُخْتَصَرٌ مُحْتَوٍ عَلَى مَسَائِلِ).
(أَمَّا بَعْدُ) هذه كلمة يؤتى بها للانتقال من أسلوب إلى أسلوب آخر على المشهور عند أهل العلم. ومرادهم هنا الانتقال من أسلوب إلى أسلوب يعني: الانتقال من المقدمة إلى الشروع في الموضوع، وهذا الذي يعنيه أهل العلم.
(أَمَّا) هذه حرف يفيد معنى الشرط، وإن كان في الأصل أنه ليس حرف شرط، لكنه ضمن معنى (مهما)، لذلك تفسر بـ: {مَهْمَا يَكُنْ مِنْ شَيْءٍ}.
(بَعْدُ) {هُوَ مِنْ الظُّرُوفِ الْمَبْنِيَّةِ الْمُنْقَطِعَةِ عَنِ الإِضَافَةِ، أَيْ بَعْدَ الْحَمْدِ وَالصَّلاَةِ وَالسَّلاَمِ على من ذكر، وَالْعَامِلُ فِي " بَعْدُ ": " أَمَّا " لِنِيَابَتِهَا عَنْ الْفِعْلِ. وَالْمَشْهُورُ ضَمُّ دَالِ بَعْدُ .. وَحِينَ تَضَمَّنَتْ " أَمَّا " مَعْنَى الاِبْتِدَاءِ لَزِمَهَا لُصُوقُ الاِسْمِ وَلِتَضَمُّنِهَا مَعْنَى الشَّرْطِ لَزِمَتْهَا الْفَاءُ , فَلأَجْلِ ذَلِكَ قُلْت: (فَهَذَا)} فالفاء واقعة في جواب الشرط. أين الشرط؟ هو محذوف في الأصل لأنه مهما، لكن نابت (أما) منابها.
(فَهَذَا) المشروح (مُخْتَصَرٌ) فهذا مختصر، قدر الشارح المشروح، لكن فيه نظر؛ لأنه أراد أن يشير إلى ماذا؟ إلى المكتوب على أنه مختصر، وليس المختصر هو عين الشرح، وإنما الشرح هو كتاب آخر، والمختصر كتاب آخر.
(هَذَا) الإشارة بهذا إلى ما في الذهن سواء كان وضعُ الخطبة سابقاً على الكتاب، أو متأخراً؛ لأن المشار إليه هو المعاني المقصودة بالذات، والأصل في وضع اسم الإشارة أن يكون لشيء محسوس مشاهد مدرك بحاسة البصر، والكتاب معاني، فكيف يشير بما وضع لشيء محسوس لشيء معنوي؟ قالوا: نُزِّل الشيء المعنوي منزَّلة الشيء المحسوس، يعني: لقربه، وهذا الذي شاع عند أهل العلم.
(فَهَذَا) هذا مبتدأ.
(مُخْتَصَرٌ) هذا خبره .. اسم مفعول من اختُصر، أي: متن أو كتاب مختصر اللفظ تام المعنى، المختصر: ما قل لفظه وكثر معناه، واختصار الكلام إيجازه، وكذلك اختصار الطريق: سلوك أقربه. وهذا المختصر أخذ أهل العلم من هذه الكلمة مع ما بعدها فسمي: مختصر التحرير، وإلا المشهور أنه يسمى بـ: الكوكب المنير باختصار التحرير، واشتهر عند كثير من المتأخرين بهذه التسمية، وعليه شروح، وشرحه صاحبه المؤلف الفتوحي رحمه الله تعالى في المختبر المبتكر شرح المختصر، الفتوحي نفسه، وذكر الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله تعالى في المدخل بأن الحجاوي رحمه الله تعالى له شرح الكوكب المنير، والله أعلم بوجوده.
كذلك الذخر الحرير في شرح مختصر التحرير للفتوحي في الأصول لمحمد بن عبد الرحمن بن عفالق الأحسائي، توفي سنة ثلاث وستين ومائة بعد الألف، والذخر الحرير في شرح مختصر التحرير للفتوحي في الأصول لأحمد بن عبد الله البعلي، توفي سنة تسع وثمانين ومائة بعد الألف، ومشكاة التنوير حاشية على شرح الكوكب المنير للفتوحي، لعبد الرحمن بن محمد الدوسري، توفي سنة تسع وتسعين وثلاثمائة بعد الألف.
هذا الذي ذكره أهل العلم فيما خُدم به هذا المختصر.

اسم الکتاب : شرح مختصر التحرير للفتوحي المؤلف : الحازمي، أحمد بن عمر    الجزء : 1  صفحة : 9
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست