responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح مختصر التحرير للفتوحي المؤلف : الحازمي، أحمد بن عمر    الجزء : 1  صفحة : 4
هذه مقدمة يسيرة نبين بها لماذا تم اختيار مختصر التحرير في فن أصول الفقه، إذ هو علم جليل، وقد أطبق العلماء على مدحه والثناء عليه، وهو أساس لفهم الشريعة كما مر معنا في كلام أهل العلم، ولا يوجد في كلام المتقدمين والعلماء المعتبرين ما يخالف هذا الأصل العظيم، وإنما وجد في شأن المعاصرين ممن يدْعون إلى تجديد هذا العلم بالتزهيد فيه والنظر في أصوله، وكله كلام فيه تخبيط وتخليط، وإنما النظر إلى ما اعتمده الأئمة السابقون.
إذاً: هذا السبب في اختيار هذا الفن. لماذا مختصر التحرير على جهة التحديد؟ نقول: مختصر التحرير -كما هو معلوم- يتعلق بمذهب الحنابلة، ومذهب الحنابلة هو المعتمد في هذا البلد، وكثُر الطلب من جهة الطلاب هنا وفي الخارج كذلك على التعليق على هذا الكتاب، وكان اختياره لهذا السبب.
ثم هو مختصر لكتاب عظيم وهو التحرير للمرداوي رحمه الله تعالى كما نص المصنف على ذلك فيما سيأتي.
الطريقة المتبعة .. ونحن نحاول نختصر في المقدمات، الطريقة المتبعة: أن الكتاب هذا يعتبر كتاباً متوسطاً، يعني ثَمَّ ما يتعلق بالمبتدئين، ثم درجة المتوسطين، ثم درجة المنتهين. المبتدئون كما هو معلوم مقرر في دراستهم وتدريسهم هو الورقات وما يتعلق بها وما يكون في حجمها، إذا أخذها طالب العلم وأتقنها فحينئذ ينظر في ما هو أوسع من ذلك، والمناسب له إن لم يأخذ قواعد الأصول المناسب له هو مختصر التحرير، هو وشرحه يعتبر للمتوسطين كما نص على ذلك ابن بدران كما سيأتي في موضعه.
وإذا كان الأمر كذلك فحينئذٍ لا يخاطب بهذا الشرح من هو مبتدئ في الفن، بمعنى أن الذي لم يقرأ الورقات يستحسن به ألا يحضر هذا الدرس، لماذا؟ لأننا سنشرح بما يوافق هذه الدرجة، وهذا الذي سبب الخلل الآن عند طلاب العلم، ثَمَّ ما يكون مبتدئاً ويحضر في كتب قد تكون أكبر منه حجماً أو علماً، وحينئذٍ يحصل له النظر من جهة صعوبة الفن ومن جهة صعوبة الشرح، وقد يكون سبباً في تركه للعلم، وهذا ليس بجيد، لماذا؟ لأن كل طالب يختار ما يناسب عقله وحجمه، فالمبتدئ يختار من الكتب ما يفيده، والمتوسط كذلك يختار ما يفيده، والمنتهي معلوم أمره، وحينئذٍ إذا كان الأمر كذلك فشرح المصنف رحمه الله تعالى الفتوحي المسمى بالمختبر المبتكر، يكون هو العمدة في التعليق على هذا الشرح، أطال في بعض المواضع واختصر في بعض المواضع، ونحن نختصر ما أطال فيه ونكتفي بما نص عليه أنه هو المقدم في المذهب أو كان عليه أكثر الأصحاب، وما كان من قول لا بد من ذكره فحينئذٍ يذكر، وأما القول الراجح فلا بد من بسطه من جهة الدليل وما يتعلق به.
المؤلف رحمه الله تعالى هو: أبو البقاء محمد بن شهاب الدين أحمد بن عبد العزيز بن علي الفتوحي المصري الحنبلي الشهير بابن النجار، ولد بمصر سنة ثمان وتسعين وثمانمائة، وتوفي سنة اثنين وسبعين وتسعمائة، وهو صاحب كتاب منتهى الإرادات في جمع المقنع مع التنقيح وزيادات.
والمختصر هذا اشتهر أنه مختصر التحرير، لأن اسمه: الكوكب المنير، وشرحه في المختبر المبتكر شرح المختصر، وكما سينص عليه ويأتي في محله أنه اختصره من التحرير للمرداوي.

اسم الکتاب : شرح مختصر التحرير للفتوحي المؤلف : الحازمي، أحمد بن عمر    الجزء : 1  صفحة : 4
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست