responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح مختصر التحرير للفتوحي المؤلف : الحازمي، أحمد بن عمر    الجزء : 1  صفحة : 5
قال المصنف رحمه الله تعالى: (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحمَنِ الرَّحِيمِ، الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هُو كَمَا أَثْنَى عَلَى نَفْسِهِ، فَالْعَبْدُ لا يُحْصِي ثَنَاءً عَلَى رَبِّهِ).
(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحمَنِ الرَّحِيمِ) ابتدأ المصنف كعادة أهل العلم في ابتداء الكتب التي يؤلفونها {بِالْبَسْمَلَةِ تَبَرُّكًا بِهَا, وَتَأَسِّيًا بِكِتَابِ اللَّهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ, وَاتِّبَاعًا لِسُنَّةِ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- السنة الفعلية- حَيْثُ ابْتَدَأَ بِهَا فِي كُتُبِهِ إلَى الْمُلُوكِ وَغَيْرِهِمْ}، والكلام على البسملة شهير لا حاجة إلى الإطالة به.
(الحَمْدُ لِلَّهِ) الْحَمْدُ لِلَّهِ: مبتدأ وخبر، (الحَمْدُ) الألف واللام للاستغراق، و (الحَمْدُ) الْمُسْتَغْرِقُ لِجَمِيعِ أَنوَاعِ الْمَحَامِدِ كلها لله سبحانه وتعالى ملكاً واستحقاقاً.
وثنى بالحمد بعد البسملة كذلك اتباعاً لكتاب الله تعالى، وفيه كذلك اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم في ذلك حيث نص -كما قال أهل العلم- نص في موضع على الابتداء بالبسملة، وفي موضع آخر على الابتداء بالحمدلة، فجمع بينهما أهل العلم، وأما الجمع بينهما في سنة منقولة عن النبي صلى الله عليه وسلم فلا يحفظ والله أعلم.
(الحَمْدُ) له عبارتان عند أهل العلم في اللغة: {إِحْدَاهُمَا: أَنَّهُ الثَّنَاءُ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى بِجَمِيلِ صِفَاتِهِ, عَلَى قَصْدِ التَّعْظِيمِ.
وَالأُخْرَى: أَنَّهُ الْوَصْفُ بِالْجَمِيلِ الاِخْتِيَارِيِّ, عَلَى وَجْهِ التَّعْظِيمِ. سَوَاءٌ تَعَلَّقَ بِالْفَضَائِلِ أَوْ بِالْفَوَاضِلِ} وهذا هو الذي شاع عند أهل العلم، وقلنا: فيه شيء من النظر كما مر معنا مراراً.
قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى: وهو أحسن ما عُرِّف به الحمد، (الْحَمْدُ): هو ذكر صفات المحمود مع حبه وتعظيمه وإجلاله، فإن تجرد عن ذلك فهو مدح، إن تجرد عن المحبة والتعظيم والإجلال وإنما هو ذكر للصفات يسمى مدحاً لا حمداً. والفرق بينهما .. بين المدح والحمد: أن الإخبار عن محاسن الغير إما أن يكون إخباراً مجرداً من حب وإرادة، أو مقروناً بحبه وإرادته، فإذا كان الأول فهو مدح، وإن كان الثاني فهو الحمد. إذاً: بينهما قدر مشترك؛ وهو أن كلاً منهما ذكر محاسن المحمود، فإن كان مع المحبة والتعظيم والإجلال فهو الحمد، وإلا فهو المدح.
{وَفِي قَرْنِ الْحَمْدِ بِلفظِ الْجَلاَلَةِ دُونَ سَائِرِ أَسْمَائِهِ تَعَالَى فَائِدَتَانِ:
الأُولَى: أَنَّ اسْمَ " اللَّهِ " عَلَمٌ لِلذَّاتِ, وَمُخْتَصٌّ بِهِ, فَيَعُمُّ جَمِيعَ أَسْمَائِهِ الْحُسْنَى، وَالثَّانِيَةُ: أَنَّهُ اسْمُ اللَّهِ الأَعْظَمِ عِنْدَ أَكْثَرِ أَهْلِ الْعِلْمِ}. يعني لماذا قال: الحمد لله ولم يقل: الحمد للرحمن، أو الحمد للرحيم؟ إنما جاء التنصيص على لفظ الجلالة؟ على المشهور وهو الصحيح أن لفظ الجلالة (الله) مشتق، وإذا كان كذلك فحينئذٍ يدل على وصف الألوهية، ولا يكون كذلك إلا من كان جامعاً لجميع صفات الكمال، وإذا كان كذلك فحينئذٍ كل صفة تكون داخلة تحت هذا الاسم فهو أعم الأسماء، فلذلك اقترن بالحمد دون ما سواه.

اسم الکتاب : شرح مختصر التحرير للفتوحي المؤلف : الحازمي، أحمد بن عمر    الجزء : 1  صفحة : 5
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست