وابن كثير[1]، وشارح "العقيدة الطحاوية"[2]، ونسبه ابن كثير وابن حجر- نقلا عن أبي العلاء الهمداني- إلى الجمهور، ومال إليه ابن حجر- أيضا[3].
واستدلوا على قولهم هذا بما رواه مسلم في "صحيحه" بسنده عن عبد الله بن عمرو بن العاص مرفوعا، قال: "كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، قال: وعرشه على الماء" [4].
ففي هذا الحديث تصريح بان التقدير وقع بعد خلق العرش، وحديث عبادة صريح بان التقدير وقع عند أول خلق القلم، فدل ذلك على أن العرش سابق على القلم.
ومما يؤيد هذا القول- أيضا- حديث عمران بن حصين: "كان الله ولم يكن شيء قبله، وكان عرشه على الماء، وكتب في الذكر كل شيء، ثم خلق السموات والأرض"[5].
فالحديث يدل على أن العرش كان موجودا قبل كتابه المقادير.
وهذا هو الراجح من الأقوال، وأما القول الثاني "أن الماء أول
1 "البداية والنهاية": (1/ 9) .
2 "شرح العقيدة الطحاوية": ص 295.
3 "فتح الباري ": (1/ 289) . [4] سيأتي تخريجه ص 60. [5] سيأتي تخريجه في التحقيق تحت رقم 1.