اسم الکتاب : شرح القصائد السبع الطوال الجاهليات المؤلف : ابن الأنباري الجزء : 1 صفحة : 335
(إِنْ تُغْدِفِي دُونِي القِنَاعَ فإِنّني ... طَبٌّ بأَخْذِ الفارِس المُسْتلئِمِ)
معناه: أن نبت عينك عني فأغدفت دوني قناعك فإني حاذق بقتل الفرسان وأخذ الأقران. والإغداف:
إرخاء القناع على الوجه والتستر. يقال: أغدف سترك، أي أرخه. وقال أبو جعفر: معناه أن تستري
مني فإني أنا الحامي مثلك أن تسبى، فلم تسترين عن مثلي؟ يرغبها في نفسه. وقال غيره: قوله:
(فإنني طب) معناه حاذق بأخذه. فحل طب، إذا كان حاذقا بالضراب. ويقال رجل طب وطبيب، إذا
كان حاذقا بالأمور. والطب: الجنون؛ يقال رجل مطبوب، أي مجنون. ويقال في مثل: (اعمل في
حاجتي عمل من طب لمن حب)، أي من حذق لمن أحب. وقال علقمة بن عبدة:
فإنْ تسألوني بالنِّساء فإنَّني ... خبيرٌ بأدواء النِّساء طبيبُ
و (الفارس): واحد الفرسان؛ يقال فارس بين الفروسة. و (المستلم): اللابس اللأمة. والملأم: الملبس
اللأمة. واللأمة: الدرع، وجمعها لؤم. قال العجاج: ووصف جيشا أتاهم:
إذا أناخ أو أنّى مُستطعَمهُ ... باتَ وبَوَّاتُ المَخَاذِ بُرَمُه
وَحشُو مَحشُوّ العِياب لُؤَمه
المعنى: إذا أناخ، أي نزل، أو أنى له أن يفعل ذاك. و (بوات المخاض برمه)، كانوا ينحرون
الجزور إذا أرادوا الغزو ثم يطبخون لحمها، ثم يخشون جلد الجزور ويحملونه معهم يستعينون على
السفر، فمتى أرادوا لحما أكلوا منه. فجعله كالبو إذ كان يحشى باللحم، وجعل ذلك الجلد كالقدر له،
وهو الذي يقال له الخلع. وقوله (حشو محشو العياب لؤمه)، معناه: وحشو ما حشي من العياب دروع
لا غير.
وتغدفي مجزوم بإن علامة الجزم فيه سقوط النون، والفاء جواب الجزاء، والنون
اسم الکتاب : شرح القصائد السبع الطوال الجاهليات المؤلف : ابن الأنباري الجزء : 1 صفحة : 335