اسم الکتاب : شرح القصائد السبع الطوال الجاهليات المؤلف : ابن الأنباري الجزء : 1 صفحة : 327
وقال أبو جعفر: المعنى في خصه الوحشي أن السوط بيمينه، فهي تميل على ميامنها وهو الوحشي،
مخافة السوط، كما قال الأعشى:
تًرى عينَها صَغْواءَ في جنب مأقها ... تراقِبُ كفىِّ والقطيعَ المحرَّما
وتنأى تبعد، كأنها تنحى ميامنها أن يضربها بالسوط، فلذلك قال: كأن بدفها حرا. ومن صلة تنأى،
كأنه قال: تنأى بدفها من هر يخدشها هزج العشي؛ لأن السنانير أكثر صياحها بالعشيات وبالليل.
وقوله (مؤوم) مثل معوم، مفعل من الآمة؛ والآمة: العيب؛ فيقول: هو مشوه الخلق. فأما الموأم مثل
الموعم فهو الذي قد زيدت فيه وئيمة، وهي البنيقة. وليس هذا موضعه.
وكأنما حرف واحد لا موضع لها من الإعراب. والباء صلة تنأى، ومؤوم نعت الهزج، والجانب
مضاف إلى الدف، والوحشي نعت الدف.
(هِرٍّ جَنِيبٍ كُلَّما عَطَفَتْ لهُ ... غَضْبَي اتَّقاها باليدَينِ وبالفَم)
بيَّن ما الهزج فرد عليه (هر جنيب). و (الهر): السنور. و (الجنيب): المجنوب؛ كأنه جنب إلى هذه
الناقة. وإنما يعني إنها من نشاطها وحدة نفسها كأن هرا يخدشها. ومثله قول الشماخ:
كأنّ ابنَ آوى مُوثَقٌ تحت غَرزها ... إذا هو لم يَكدِمْ بنابَيه ظَفَّرا
أي إذا لم يجرح بنابيه خدش بظفره. وقوله (غضبي اتقاها) يقول: إذا عطفت إليه غضبي لتعضه
تلقاها بيده وبفمه. ويقال: اتقاه بحقه يتقيه، وتقاه يتقيه، إذا تلقاه به وجعله بينه وبينه. قال الشاعر:
ولا أتَقِي الغَيور إذا دعاني ... ومثلي لُزَّ بالحمِس الرَّبيسِ
اسم الکتاب : شرح القصائد السبع الطوال الجاهليات المؤلف : ابن الأنباري الجزء : 1 صفحة : 327