اسم الکتاب : شرح القصائد السبع الطوال الجاهليات المؤلف : ابن الأنباري الجزء : 1 صفحة : 326
فجالت على شِقِّ وحشيِّها ... وقد رِيعَ جانبُها الأيسرَ
روى أبو عبيدة عن الأصمعي أن الوحشي الجانب الذي يركب منها الراكب ويحتلب منها الحالب.
وقال الرستمي: بيت عنترة هذا يصدق هذا القول. وقال يعقوب: إنما قالت الشعراء: فجال على شق
وحشيه، وانصاع جانبه الوحشي، لأنه يؤتي في الركوب والحلب والمعالجة منه، فإنما خوفه منه.
وفيه قول آخر: إنها تقي على جانبها الوحشي وهو الجانب الأيسر على ما حكاه أبو عبيدة؛ لأن القلب
في الجانب الأيسر وهي تحذر عليه وترتاع له. و (المؤوم): العظيم القبيح من الرءوس. يقال: رأس
مؤوم ومعدة مؤومة. قال أبو نجم:
يَحُضْنَ من مِعدته المؤوّمه ... ما قد حَوى من كِسرةٍ وسَلْجمَه
وإنما جعله هزج العشي لأنه إذا هزج هزجت الناقة لهزجه. وجعله بالعشي لأنه ساعة الفتور
والإعياء. فأراد إنها أنشط ما تكون في الوقت الذي يفتر فيه الإبل، فكأنها من نشاطها يخدشها هر
تحت جنبها. ومثل هذا كثير. قال الشماخ:
كأنّ ابنَ آوى مُوثَق تحت نحرها ... إذا هو لم يَخدِش بنابَيه ظفَّرا
وقال الأعشى:
بجُلالةٍ سُرُحٍ كأنَّ بغرزها ... هراًّ إذا انتعل المطيُّ ظلالها
وقال أوس بن حجر:
والتفّ ديكٌ برجليها وخنزيرُ
اسم الکتاب : شرح القصائد السبع الطوال الجاهليات المؤلف : ابن الأنباري الجزء : 1 صفحة : 326