اسم الکتاب : شرح القصائد السبع الطوال الجاهليات المؤلف : ابن الأنباري الجزء : 1 صفحة : 325
أي كأني دفعتهم إلى الأعداء. وقال أوس بن حجر:
نكَّبتُها ماءَهمْ لمَّا رأيتهمُ ... صُهبَ السِّبال بأيديهم بيازيرُ
البيازير: جمع بيزارة، وهي العصا الغليظة. وحكى أبو العباس عن أبي محلم إنه قال: حياض الديلم
مياه معروفة للأعراب، وحكى ذلك عنهم وقال: غلط الأصمعي في قوله: الديلم الأعداء. وقال أبو
جعفر في قوله تنفر عن حياض الديلم: معناه سقيتها بهذين الماءين فأرويتها لمعرفتي؛ أي أني أمر
بحياض الديلم، وهم الأعداء، فأجيزها إياها ولا ألتفت إلى الأعداء. فجعل الخبر لها والمعنى له. وقال
غير أبي جعفر: الديلم: الداهية. وقال بعضهم: قرى النمل. وقيل: الديلم ماء من مياه بني سعد.
فيقول: تزاورت وتجانفت عنها لأنها تخافها. وقوله (زوراء): تجانف عن الحياض أي تمايل.
والباء صلة شربت، واسم أصبحت مضمر فيه من ذكر الناقة. وزوراء خبر أصبحت، وتنفر
موضعه في التأويل نصب على الاتباع لزوراء، كأنه قال: فأصبحت زوراء نافرة عن حياض الديلم.
(وكأَنمّا تنأَى بِجانبِ دَفِّها ال ... وَحشيِّ من هَزِجِ العشِيِّ مُؤَوَّمِ)
يقول: بها من الحدة والنشاط ما كأن هرا بها تحت دفها ينهشها. و (تنأى): تبعد. و (الدف): الجنب.
قال الراعي:
ما بال دَفِّك بالفِراش مَذِيلا ... أقَذىً بعينك أو أردتَ رحيلا
والدف: الذي يلعى به، تفتح الدال منه وتضم. والوحشي من البهائم: الجانب الأيمن. والإنسي:
الجانب الأيسر؛ لأنها تؤتى في الركوب والحلب والمعالجة منه قال الراعي:
اسم الکتاب : شرح القصائد السبع الطوال الجاهليات المؤلف : ابن الأنباري الجزء : 1 صفحة : 325