اسم الکتاب : شرح القصائد السبع الطوال الجاهليات المؤلف : ابن الأنباري الجزء : 1 صفحة : 324
(شَرِبتْ بماءِ الدُّحرُضَينِ فأَصبَحتْ ... زَوْراءَ تَنفِرُ عن حِياضِ الدَّيلَمِ)
قوله (شربت بماء الدحرضين) أراد: من ماء الدحرضين، فالباء بمعنى من. حكى عن العرب: سقاك
الله بحوض الرسول، أي من حوض الرسول صلى الله عليه وسلم. و (الدحرضان): ماءان يقال
لأحدهما دحرض، وللآخر وسيع، فلما جمعهما غلب أحد الاسمين، كما قال الآخر، أنشده الفراء:
فبصرة الأزد منَّا والعراقُ لنا ... والموصلان ومنَّا مصر فالحرمُ
أراد: والموصل والجزيرة، فغلب الموصل على الجزيرة فقال الموصلان. وقال الفرزدق:
أخذنا بآفاق السَّماء عليكم ... لنا قَمَراها والنُّجومُ الطوالعُ
أراد: لنا شمسها وقمرها، فغلب القمر على الشمس فقال قمراها. وقال الآخر:
فقرُى العراقِ مَقيلُ يومٍ واحدٍ ... فالبصرتان فواسطٌ تكميلهُ
أراد: فالبصرة والكوفة، فغلب البصرة على الكوفة فقال: فالبصرتان. وقال الآخر:
نحن سبينا أُمَّكمْ مُقْرباً ... يومَ صَبَحْنا الحِيرتَين المنونْ
أراد: الحيرة والكوفة، فغلب الحيرة. وقال العجاج:
وبالنِّبَاجَينِ ويَوْمَ مَذْحجا
أراد: النباج وثيتل، فغلب النباج. ومعنى البيت: شربت بماء الدحرضين فهي به آمنة ريا تنفر عن
حياض الديلم، أي مياه الديلم. والديلم عند الأصمعي: الأعداء وإن كانوا غرباء. وهذا كما يقال
للأعداء: كأنهم الترك والديلم. يريد أن عدواتهم كعداوة أولئك. وأنشد الأصمعي:
كأني إذْ رهنتُ بَنىَّ قومي ... دفعتُهم إلى صُهب السبِّالِ
اسم الکتاب : شرح القصائد السبع الطوال الجاهليات المؤلف : ابن الأنباري الجزء : 1 صفحة : 324