اسم الکتاب : شرح القصائد السبع الطوال الجاهليات المؤلف : ابن الأنباري الجزء : 1 صفحة : 314
يؤرثها: يوقدها. وقوله (كل عشية) يقال: أتيته عشية وعشاء، وعشيانا وعشيشيانا، وعشيشانا،
وعشيشية. وإنما خص العشي لأن الزهر والنبات إلى الماء بالعشي أحوج؛ لأن الشمس قد أذهبت
نداه وجففت أرضه. وقوله (لم يتصرم) معناه لم ينقطع. والصرم: القطيعة، ومنه صرام النخل، ومنه
الصرائم من الرمال، وهي قطع تنقطع منه. وقال يعقوب: ويروى: (سحا وساحية)، فالساحية: التي
تقشر وجه الأرض.
والسح منصوب على المصدر، والتسكاب نسق عليه، وكل عشية منصوبة على الوقت، والناصب
لها يجري، والماء رفع بيجري.
(وخَلاَ الذُّبابُ بِها فليَس ببارحٍ ... غَرِداً كفِعِل الشَّاربِ المترنِّمِ)
قوله (وخلا الذباب) معناه: قد خلا هذا المكان له، فليس فيه شيء يزاحمه ولا يفزعه، فهو يصوت
في رياضه. أي خلا بذا المكان. والذباب بمعنى الجمع. والذباب أيضا: واحد الأذبة. والذباب أيضا:
طرف كل شيء وحده. وقوله (فليس ببارح) معناه بزائل. يقال ما برحت قائما، أي ما زلت. قال الله
عز وجل: (لا أبرح حتَّى أبلُغَ مجمعَ البَحريَن)، أراد: لا أزال. وقال أوس بن مغراء:
وأبرحُ ما أدامَ الله قومي ... بحمد اللهِ منتطقا مُجِيدا
أراد: ولا أبرح. أي ولا أزال، فأضمر لا. ويقال: ما زال فلان قائما، وما برح فلان قائما وما فتئ،
بمعنى واحد. قال الله عز وجل: (تَالله تَفْتؤُ تذكرُ يوسفَ) أراد: لا تزال تذكره. وقال الشاعر:
وما فتئت خيلٌ تثوب وتدَّعي ... ويَلحق منها لاحقٌ وتَقطَّعُ
اسم الکتاب : شرح القصائد السبع الطوال الجاهليات المؤلف : ابن الأنباري الجزء : 1 صفحة : 314